كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 7)

تُطعمهم، ومعك رجل من عُرض الناس يبيع عقاره وما كان يعزُّ عليه ويطعم الناس ولا يهون عليك؟ !
وأصيبت عينُ المغيرة في سبيل الله.
أسندَ عبدُ الرحمن بن الحارث عن جماعة من الصحابة -رضي الله عنهم-، وروى عن أبيه الحارث أنَّه قال: قلتُ: يا رسول الله، مُرْني بأمرٍ أعتصمُ به. فقال: "امْلِكْ عليك لِسانَك". قال: فرأيتُ أنَّ ذلك يسيرًا، ولم أَفْطَنْ له، فلمَّا رُمْتُه إذا لا شيءَ أشدُّ منه (¬1).
وقيل: إنه لم يبقَ من ولد الحارث إلا عبد الرحمن، وأمُّ حكيم زوجةُ عكرمة بن أبي جهل.

قيس بنُ سَعْد
ابنِ عُبادة بن دُلَيْم (¬2) بن حارثة الأنصاري، من الطبقة الثالثة من الأنصار من بني ساعدة (¬3).
وكنيتُه أبو عبد الملك، وقيل: أبو عبد الله، وأمُّه فُكيهة بنت عُبيد بن دُلَيم بن حارثة.
قال قيس: إنَّ أباه دَفَعَه إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -[يخدمُه]. قال: فخرج عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وقد صلَّيتُ ركعتين، واضطجعتُ، فضربَني برجله وقال: "ألا أدلُّك على بابٍ من أبواب الجنة؟ ". قلت: بلى. قال: "لا حول ولا قوَّة إلا بالله" (¬4).
قال الواقدي: كان قيس بنُ سعد من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنزلة الشُّرَط من الأمير (¬5).
¬__________
(¬1) المعجم الكبير للطبراني (3348) (3349)، والمحدِّث الفاصل (616)، والاستيعاب ص 152 (ترجمة الحارث بن هشام).
(¬2) في النسختين (ب) و (خ): دلهم (وكذا في الموضع الآتي)، وهو خطأ.
(¬3) طبقات ابن سعد 5/ 369.
(¬4) طبقات ابن سعد 5/ 369 (وما بين حاصرتين منه). وأخرجه أيضًا أحمد (15480)، والترمذي (3581)، والنسائي في "الكبرى" (10115).
(¬5) تاريخ دمشق 59/ 108 و 109 (طبعة مجمع دمشق). وأخرجه البخاري في "صحيحه" (7155) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -.

الصفحة 464