كتاب المجتبى (المعروف بالسنن الصغرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 7)

4394- أَخبَرَنا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قال: حَدثنا هُشَيْمٌ، قال: حَدثنا أَبو الزُّبَيْرِ، عَن جَابِرٍ قَالَ: بَعَثَنَا النَّبيُّ صَلى الله عَليه وسَلم مَعَ أَبِي عُبَيدَةَ فِي سَرِيَّةٍ فَنَفِدَ زَادُنَا، فَمَرَرْنَا بِحُوتٍ قَدْ قَذَفَ بِهِ البَحْرُ، فَأَرَدْنَا أَنْ نَأْكُلَ مِنْهُ، فَنَهَانَا أَبو عُبَيدَةَ، ثُمَّ قَالَ: نَحْنُ رُسُلُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم وَفِي سَبِيلِ اللهِ، كُلُوا، فَأَكَلْنَا مِنْهُ أَيَّامًا، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم أَخْبَرْنَاهُ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ بَقِيَ مَعَكُمْ شَيْءٌ فَابْعَثُوا بِهِ إِلَيْنَا.
4395- أَخبَرَنا مُحَمد بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُقَدَّمٍ المُقَدَّميُّ، قال: حَدثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَني أَبِي، عَن أَبِي الزُّبَيْرِ، عَن جَابِرٍ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم مَعَ أَبِي عُبَيدَةَ، وَنَحْنُ ثَلاَثُمِئَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ، وَزَوَّدَنَا جِرَابًا مِنْ تَمْرٍ، فَأَعْطَانَا قَبْضَةً قَبْضَةً، فَلَمَّا أَنْ جُزْنَاهُ أَعْطَانَا تَمْرَةً تَمْرَةً، حَتَّى إِنْ كُنَّا لَنَمُصُّهَا كَمَا يَمُصُّ الصَّبِيُّ، وَنَشْرَبُ عَلَيْهَا المَاءَ، فَلَمَّا فَقَدْنَاهَا وَجَدْنَا فَقْدَهَا، حَتَّى إِنْ كُنَّا لَنَخْبِطُ الخَبَطَ بِقِسِيِّنَا، وَنَسَفُّهُ ثُمَّ نَشْرَبُ عَلَيْهِ مِنَ المَاءِ حَتَّى سُمِّينَا جَيْشَ الخَبَطِ، ثُمَّ أَخذنَا السَّاحِلَ، فَإِذَا دَابَّةٌ مِثْلُ الكَثِيبِ، يُقَالُ لَهُ العَنْبَرُ، فَقَالَ أَبو عُبَيدَةَ: مَيْتَةٌ لاَ تَأْكُلُوهُ، ثُمَّ قَالَ: جَيْشُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم وَفِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَنَحْنُ مُضْطَرُّونَ، كُلُوا بِاسْمِ اللهِ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ، وَجَعَلْنَا مِنْهُ وَشِيقَةً، قال: وَلَقَدْ جَلَسَ فِي مَوْضِعِ عَيْنِهِ ثَلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلاً، قَالَ: فَأَخَذَ أَبو عُبَيدَةَ ضِلْعًا مِنْ أَضْلاَعِهِ، فَرَحَلَ بِهِ أَجْسَمَ بَعِيرٍ مِنْ أَبَاعِرِ القَوْمِ، فَأَجَازَ تَحْتَهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم قَالَ: مَا حَبَسَكُمْ؟ قُلْنَا كُنَّا نَتَّبِعُ عِيرَاتِ قُرَيْشٍ، وَذَكَرْنَا لَهُ مِنْ أَمْرِ الدَّابَّةِ، فَقَالَ: ذَاكَ رِزْقٌ رَزَقَكُمُوهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، أَمَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ، قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ.

الصفحة 105