كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 7)

2544 - حدثني طاهر بن عمرو بن الربيع بن طارق المصري (¬1)، حدثنا أبي، أخبرني الليث بن سعد (¬2)، عن سعيد المقبري (¬3)، عن شريك بن عبد الله، عن أنس بن مالك أنَّه سمعه يقول: "بينا (¬4) نحن في المسجد يوم الجمعة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب، فقام رجلٌ (¬5) فقال يا رسول الله! تقطَّعت السبل، وهلكت الأموال، وأجدبت البلاد، فادع (¬6) الله أن
-[38]- يسقينا. قال: فرفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يده حذاء وجهه، وقال: اللهم اسقنا. قال أنس: فوالله ما نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المنبر حتى وسعنا مطر، وأمطرت ذلك اليوم حتى الجمعة الأخرى. قال: فقام رجلٌ -لا أدري هو الذي قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: استسق لنا أم لا؟ (¬7) - فقال: يا رسول الله! تقطَّعَت السبل، وهلكت الأموال من كثرة الماء، فادع الله أن يمسك عنَّا الماء. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اللهم حوالينا ولا علينا، ولكن على رؤوس الجبال، ومنابت الشجر. قال: فوالله ما هو إلا أن تكلَّم (¬8) رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك تمزَّق السحاب حتى ما نرى منه شيئًا" (¬9).
¬_________
(¬1) الهلالي، كنيته أبو الحسن، ويلقّب بحَبَشي -بفتحتين-، وقيده الدارقطني بضم الحاء المهملة وسكون الموحَّدة، وصحَّح الأول ابن ماكولا، ولم أظفر بجرح أو تعديل فيه.
انظر: المؤتلف والمختلف (2/ 949) الإكمال (2/ 385)، توضيح المشتبه (3/ 68)، نزهة الألباب (1/ 193)، تاج العروس (4/ 293).
(¬2) ابن عبد الرحمن الفَهْمي المصري.
(¬3) ابن أبي سعيد: كيسان، أبو سعد المدني.
(¬4) "بينا" أصله "بين" وأشبعت الفتحة، وقد تبقى بلا إشباع، ويزاد فيها "ما" فتصير "بينما"، وهي ظرف زمان فيها معنى المفاجاة. فتح الباري (2/ 418).
(¬5) رجح الحافظ ابن حجر أنه: خارجة بن محصن الفزاري، وانظر حول ذلك: فتح الباري (2/ 582، 586).
(¬6) من قوله: "يا رسول الله" إلى قوله: "فادع" ساقط من (م).
(¬7) الذي في صحيح مسلم (2/ 614) قال شريك: فسألت أنس بن مالك: أهو الرجل الأول؟ قال: لا أدري.
(¬8) (م 2/ 64 / ب).
(¬9) أخرجه مسلم (2/ 614) من طريق شريك به، نحوه، وفي لفظ المصنف من فوائد الاستخراج:
قوله: "حذاء وجهه" من زيادات المصنف، وهي عند النسائي (السنن 3/ 159)، كتاب الاستسقاء، باب كيف يرفع، ح 1515 من رواية شريك، من طريق عيسى بن حماد عن الليث عنه به، وعيسى ثقة. تقريب (5291)، ومن زيادات المصنف أيضًا: قوله: "فوالله ما نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ..... حتى الجمعة الأخرى"، وفي ذلك تفسير لقوله في الصحيح: "فوالله ما رأينا الشمس سبتًا". وفيه وفي قوله: "فوالله ما هو إلا أن تكلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" بيان سرعة إجابة الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم-.

الصفحة 37