كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 7)
2548 - حدثنا أبو إبراهيم الزهريّ (¬1)، حدثنا عباس بن الوليد النَّرْسِي (¬2)، ح
وحدثنا الصّاغاني، حدثنا عبد الأعلى بن حماد النَّرْسِي، قالا: حدثنا المعتمر بن سليمان، حدثنا عبيد الله -يعني: ابن عمر (¬3) - عن ثابت قال: حدثني أنس بن مالك قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة فقام إليه الناس، فصاحوا، وقالوا: يا نبي الله! قحط (¬4)
-[44]- المطر، واحمرَّ (¬5) الشجر، وهلكت البهائم، فادع الله أن يسقينا.
فقال: اللهم اسقنا، اللهم اسقنا. قال: وأيم الله ما نرى في السماء قزعة من سحاب، فأنشأت سحابة، فانتشرت، ثم إنها أَمطَرت، ونزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلى وانصرف. قال: فلم تزل تُمطِر إلى الجمعة الأخرى، فلما قام النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب، صاحوا إليه، فقالوا: يا رسول الله! تهدمت البيوت، وانقطعت السبل، فادع الله أن يحبسها عنَّا. قال: فتبسَّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: اللهم حوالينا ولا علينا. قال: فتقشَّعت عن المدينة، فجعلت تمطر حواليها، ولا تمطر بالمدينة قطرة، فنظرت إلى المدينة وإنها لفي مثل الإكليل (¬6) " (¬7).
وقال عبد الأعلى: وإنها لمثل الإكليل.
¬_________
(¬1) أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ.
(¬2) ابن نَصْر النَّرْسي -بفتح النون، وسكون الراء، وكسر السين المهملة- أبو الفضل البصري، ونرس لقبٌ لجدّه نصر، لقبته النبط بذلك، لأنَّ ألسنتهم لم تكن تنطق به.
وثقه الدارقطني، وابن قانع، وابن معين في رواية، وقال مرة: رجل صدق، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، وكان علي بن المدينيّ يتكلم فيه. وقال الذهبي: صدوق تكلم فيه. ورمز له في الميزان: "صح"، ومرة قال: ثقة، وفي السير: الإمام الحجة، وقال فيه الحافظ ابن حجر: ثقة، توفي سنة (238 هـ).
انظر: الجرح والتعديل (6/ 214)، الثقات (8/ 510)، سؤالات الحاكم للدارقطني (259) تهذيب الكمال (14/ 259)، الكاشف (1/ 537)، من تكلم فيه وهو موثق (114)، السير (11/ 27)، الميزان (2/ 386)، تهذيب التهذيب (5/ 133)، توضيح المشتبه (9/ 58)، تقريب (3193).
(¬3) ابن حفص العمري.
(¬4) قحط المطر: يقال: قحِط المطر إذا احتبس وانقطع، وأقحط الناس إذا لم يمطروا، والقحط: الجدب؛ لأنه من أثره. النهاية (4/ 17).
(¬5) احمرَّ الشجر: كناية عن يبس ورقه، وظهور عوده، وسنة حمراء أي: شديدة الجدب، لأن آفاق السماء تحمرُّ في سني الجدب والقحط. انظر: النهاية (1/ 438)، شرح النووي على صحيح مسلم (6/ 194).
(¬6) الإكليل: العصابة التي تعمل على الرأس كالتاج، أي: صار السحاب حول المدينة كالإكليل حول الرأس. منال الطالب في شرح طوال الغرائب (115).
(¬7) أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 614) كتاب الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء، ح 897/ 10 من طريق عبد الأعلى النرسي به، مختصرًا، وساقه المصنِّف تامًّا، وهذا من فوائد الاستخراج. وقال عبد الأعلى في روايته كما في صحيح مسلم (2/ 615): "فنظرت إلى المدينة وإنها لفي مثل الإكليل" وما ذكره المصنِّف عنه هو في رواية غيره.