كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 7)

2552 - حدثنا عيسى بن أحمد العسقلاني (¬1)، حدثنا ابن وهب قال: حدثني أسامة (¬2)، أن حفص بن عبيد الله بن أنس حدثه، أنه سمع أنس بن (¬3) مالك يقول: "جاء أعرابي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله! هلكت الماشية فادع الله أن يسقينا. قال أنس: فأنشأت سحابة (¬4) مثل رجل الطائر، وأنا أنظر إليها، ثم انتشرت في السماء، ثم أمطرت فما زلنا نمطر حتى جاء ذلك الأعرابي (¬5) في الجمعة الأخرى فقال: يا رسول الله! هلكت الماشية، وسقطت البيوت، فادع الله أن يكشفها عنا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اللهم حوالينا ولا علينا. فرأيت السحاب يتمزَّق كأنه المُلاء (¬6) حين تطوى" (¬7).
¬_________
(¬1) ابن وردان العسقلاني.
(¬2) ابن زيد الليثي، مولاهم.
(¬3) (م 2/ 65/ أ).
(¬4) في (م): "غمامة".
(¬5) تقدم عن أنس -رضي الله عنه-في ح 2544 - أنه لم يعينه ولم يعلمه، وجزم به هنا، فلعل أنسًا -صلى الله عليه وسلم- تذكره بعدما نسيه، أو نسيه بعد أن كان تذكره. انظر: فتح الباري (2/ 586).
(¬6) المُلاء -بالضم والمد- جمع ملاءة، وهي الإزار والرَيَّطة، شبه تفرق الغيم، واجتماع بعضه إلى بعض في أطراف السماء بالإزار إذا جمعت أطرافه وطوي. النهاية (4/ 352).
(¬7) أخرجه مسلم (الصحيح 2/ 615) كتاب الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء، ح 897 من طريق ابن وهب، به، ولفظه أتم.
2553 - حدثنا الحارثي، حدثنا أبو أسامة، ح
-[50]- وحدثنا الصّاغاني، حدثنا أبو النّضر، قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: "إني لقائم عند المنبر يوم الجمعة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب، إذ قال بعض أهل المسجد: يا رسول الله! حُبِس المطر، هلكت المواشي، فادع الله أن يسقينا. فرفع يديه -فقال أنس: وما نرى في السماء سحابا- فألَّف الله بين السحاب ومُلينا، حتى رأيت الرجل الشديد تهمه نفسه أن يأتي أهله (¬1)، ثم مطرنا أسبوعًا، فبينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطبت الجمعة الثانية إذ قال أهل المسجد: يا رسول الله! تهدمت البيوت، واحتبست السُّفار، فادع الله أن يرفعها عنا. فدعا، قال: اللهم حوالينا ولا علينا، فتقوَّر (¬2) ما فوق رؤوسنا منها حتى كأنا في إكليل يُمْطَر ما حوالينا (¬3) ولا نُمْطَر" (¬4).
¬_________
(¬1) في (م): "إلى أن يأتي أهله".
(¬2) فتقوَّر: أي تقطَّع وتفرّق فرقًا مستديرة. النهاية (4/ 120).
(¬3) في (م): "يمطر حوالينا".
(¬4) تقدم هذا الحديث مختصرًا برقم (2551) وسبق الكلام عليه في موضعه.

الصفحة 49