كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 7)

5825- أَخبَرنا عَمْرُو بنُ عَليٍّ، عَن عَبدِ الرَّحمَنِ، هُوَ ابْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَن إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَن عَائِشَةَ، أَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ بَرِيرَةَ، فَاشْتَرَطُوا وَلاءَهَا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم، فَقَالَ: اشْتَرِيهَا فَأَعْتِقِيهَا، فَإِنَّ الوَلاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ، وَأُتِيَ بِلَحْمٍ، فَقِيلَ: هَذَا مِمَّا تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ، فَقَالَ: هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ وَلَنَا هَدِيَّةٌ، وَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم، وَكَانَ زَوْجُهَا حُرًّا.
31 - خِيَارُ الأَمَةِ تُعْتَقُ وَزَوْجُهَا مَمْلُوكٌ.
5826 - أَخبَرنا إِسحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ رَاهَوَيْهِ، عَن جَرِيرٍ، عَن هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَن أَبيهِ، عَن عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَاتَبَتْ بَرِيرَةُ عَلَى نَفْسِهَا تِسْعَ أَوَاقٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ أُوقِيَّةٌ، فَأَتَتْ عَائِشَةَ تَسْتَعِينُهَا، فَقُلْتُ: إِلاَّ أَنْ يَشَاؤُوا أَنْ أَعُدَّهَا لَهُمْ عَدَّةً وَاحِدَةً، وَيَكُونُ الوَلاءُ لِي، فَذَهَبَتْ بَرِيرَةُ فَكَلَّمَتْ فِي ذَلِكَ أَهْلَهَا، فَأَبَوْا عَلَيْهَا إِلاَّ أَنْ يَكُونَ الوَلاءُ لَهُمْ، فَجَاءَتْ إِلَى عَائِشَةَ، وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم عِنْدَ ذَلِكَ، فَقَالَتْ لَهَا: مَا قَالَ أَهْلُهَا، فَقَالَتْ: لاهَا اللهُ إِذًا إِلاَّ أَنْ يَكُونَ الوَلاءُ لِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: مَا هَذَا؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بَرِيرَةَ أَتَتْنِي تَسْتَعِينُ بِي عَلَى كِتَابَتِهَا، فَقُلْتُ: لا إِلاَّ أَنْ يَشَاؤُوا أَنْ أَعُدَّهَا لَهُمْ عَدَّةً وَاحِدَةً، وَيَكُونُ الوَلاءُ لِي، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لأَهْلِهَا فَأَبَوْا عَلَيْهَا إِلاَّ أَنْ يَكُونَ الوَلاءُ لَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: ابْتَاعِيهَا وَاشْتَرِطِي لَهُمُ الوَلاءُ، فَإِنَّ الوَلاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ (1) فِي كِتَابِ اللهِ، يَقُولَُ: أَعْتَقْ فُلانًا، وَالوَلاءُ لِي كِتَابُ اللهِ أَحَقُّ، وَشَرْطُ اللهِ أَوْثَقُ، وَكُلُّ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ فَهُوَ بَاطِلٌ، وَإِنْ كَانَ مِئَةَ شَرْطٍ، فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم مِنْ زَوْجِهَا، وَكَانَ عَبدًا، فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا، قَالَ عُرْوَةُ: وَلَوْ كَانَ حُرًّا مَا خَيَّرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم.
_حاشية__________
(1) في طبعة التأصيل:"لَيْسَ».

الصفحة 580