كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 7)

36 - كَيْفَ اللِّعَانُ؟.
5844 - أَخبَرنا عِمْرَانُ بنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثنا مَخْلَدُ بنُ حُسَيْنٍ الأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثنا هِشَامُ بنُ حَسَّانَ، عَن مُحَمدِ بنِ سِيرِينَ، عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ لِعَانٍ كَانَ فِي الإِسلامِ، أَنَّ هِلالَ ابْنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ شَرِيكَ بْنَ السَّحْمَاءِ بِامْرَأَتِهِ، فَأَتَى النَّبيَّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: أَرْبَعَةَ شُهَدَاءَ، وَإِلاَّ فَحَدٌّ فِي ظَهْرِكَ، يُرَدِّدُ ذَلِكَ عَلَيْهِ مِرَارًا، فَقَالَ لَهُ هِلالٌ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ لَيَعْلَمُ أَنِّي صَادِقٌ، وَلَيُنْزِلَنَّ اللهُ عَلَيْكَ مَا يُبَرِّئُ بِهِ ظَهْرِي مِنَ الحَدِّ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ آيَةُ اللِّعَانِ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} إِلَى آخِرِ الآيَاتِ، فَدُعِيَ هِلالٌ، فَشَهِدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ، وَالخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الكَاذِبِينَ، ثُمَّ دُعِيَتِ المَرْأَةُ، فَشَهِدَتْ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الكَاذِبِينَ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ فِي الرَّابِعَةِ أَوِ الخَامِسَةِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: وَقِّفُوهَا فَإِنَّهَا مُوجِبَةٌ، فَتَلَكَّأَتْ حَتَّى مَا شَكَكْنَا أَنَّهَا سَتَعْتَرِفُ، ثُمَّ قَالَتْ: لا أَفْضَحُ قَوْمِي سَائِرَ اليَوْمِ، فَمَضَتْ عَلَى اليَمِينِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: انْظُرُوهَا فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَبْيَضَ سَبِطًا، قَضِيءَ (1) العَيْنَيْنِ، فَهُوَ لِهِلالِ ابْنِ أُمَيَّةَ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ آدَمَ جَعْدًا رَبْعًا حَمْشَ السَّاقَيْنِ، فَهُوَ لِشَرِيكِ بنِ سَحْمَاءَ، فَجَاءَتْ بِهِ آدَمَ جَعْدًا رَبْعًا حَمْشَ السَّاقَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: لَوْلا مَا سَبَقَ فِيهَا مِنْ كِتَابِ اللهِ لَكَانَ لِي وَلَهَا شَأْنٌ.
وَالقَضِيءُ (1) العَيْنَيْنِ: طَوِيلَ شُفْرِ العَيْنَيْنِ لَيْسَ بِمَفْتُوحٍ جَاحِظِهِمَا.
_حاشية__________
(1) انظر التعليق على الحديث السابق.

الصفحة 596