كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 7)

39- عِظَةُ الإِمَامِ الرَّجُلَ وَالمَرْأَةَ عِنْدَ اللِّعَانِ.
5847- أَخبَرنا عَمْرُو بنُ عَليٍّ، وَمُحَمدُ بنُ المُثَنَّى، قَالا: حَدَّثنا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثنا عَبدُ المَلِكِ بنُ أَبي سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ: سُئِلْتُ عَنِ المُتَلاعِنَيْنِ فِي إِمْرَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، أَيُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا؟ فَمَا دَرَيْتُ مَا أَقُولُ، فَقُمْتُ مِنْ مَقَامِي إِلَى مَنْزِلِ ابْنِ عُمَرَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبدِ الرَّحمَنِ المُتَلاعِنَيْنِ أَيُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ، سُبْحَانَ اللهِ، إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سَأَلَ عَن ذَلِكَ فُلانُ بنُ فُلانٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ، وَلَمْ يَقُلْ عَمْرٌو: أَرَأَيْتَ الرَّجُلُ مِنَّا يَرَى عَلَى امْرَأَتِهِ فَاحِشَةً، إِنْ تَكَلَّمَ فَأَمْرٌ عَظِيمٌ، قَالَ عَمْرٌو: أَتَى أَمْرًا عَظِيمًا، وَإِنْ سَكَتَ سَكَتَ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ، فَلَمْ يُجِبْهُ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَتَاهُ، فَقَالَ: إِنَّ الأَمْرَ الَّذِي سَأَلْتُكَ ابْتُلِيتُ، فَأَنْزَلَ اللهُ هَؤُلاءِ الآيَاتِ فِي سُورَةِ النُّورِ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ}، حَتَّى بَلَغَ {وَالخَامِسَةَ أَنَّ غَضِبَ اللهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ}، فَبَدَأَ بِالرَّجُلِ فَوَعَظَهُ وَذَكَّرَهُ، وَأَخْبَرَهُ أَنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الآخِرَةِ، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا كَذَبْتُ، ثُمَّ ثَنَّى بِالمَرْأَةِ، فَوَعَظَهَا وَذَكَّرَهَا، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ إِنَّهُ لَكَاذِبٌ، فَبَدَأَ بِالرَّجُلِ فَشَهِدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ، وَالخَامِسَةَ أَنَّ لَعْنَةَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الكَاذِبِينَ، ثُمَّ ثَنَّى بِالمَرْأَةِ فَشَهِدَتْ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الكَاذِبِينَ، وَالخَامِسَةَ أَنَّ غَضِبَ اللهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ، فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا.

الصفحة 599