كتاب تهذيب التهذيب (اسم الجزء: 7)

كان عمر من أشراف قريش واليه كانت السفارة في الجاهلية وذلك أن قريشا كانت إذا وقعت بينهم حرب بعثوه سفيرا وأن نافرهم منافرا وفاخرهم مفاخر بعثوه منافرا ومفاخرا ورضوا به وقال حصين بن عبد الرحمن عن هلال بن يساف أسلم عمر بعد أربعين رجلا وإحدى عشر امرأة وقال عبد البر كان إسلامه عزا ظهر به الإسلام بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم وقد شهد بدرا والمشاهد كلها وولي الخلافة بعد أبي بكر بويع له يوم مات أبو بكر فسار أحسن سيرة وفتح الله له الفتوح بالشام والعراق ومصر دون الدواوين وأرخ التاريخ وكان نقش خاتمه كفى بالموت واعظا وكان أصلع أعسر يسر طوالا آدم شديد الادمة هكذا وصفه جماعة وقال أبو رجاء العطاردي كان أبيض شديد حمرة العينين وروى عن عبد الله بن عمر نحوه وزعم الواقدي أن سمرته إنما جاءت من أكل الزيت عام الرمادة قال بن عبد البر وأصح ما في هذا الباب رواية الثوري عن عاصم عن زر بن حبيش قال رأيت عمر رجلا آدم ضخما كأنه من رجال سدوس ونزل القرآن بموافقته في أشياء وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم "لو كان بعدي نبي لكان عمر" وقالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قد كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في هذه الأمة أحد فعمر بن الخطاب" وقال علي بن أبي طالب ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر وقال أيضا خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر وقال بن مسعود ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر ومناقبه وفضائله كثيرة جدا مشهورة ولي الخلافة عشر سنين وخمسة

الصفحة 440