كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 7)

في "التهذيب" (¬1) تضعيفه عن أحد، بل نقل توثيقه عن يحيى بن معين وأبي حاتم وأبي زرعة وغيرهم، إلا أن ابن عبد البر ضعفه في "التمهيد" (¬2) لما ذكر حديث جابر في استقبال قاضي الحاجة القبلة، وكأنه التبس عليه بأبان بن أبي عياش البصري صاحب أنس، فإنه ضعيف باتفاق (¬3). وذكر المزي حديث صفية بنت شيبة، قالت: طاف النبي - صلى الله عليه وسلم - على بعير يستلم الركن بمحِجن (¬4) وأنا أنظر إليه. أخرجه أبو داود وابن ماجه (¬5)، قال المزي: هذا يضعف قول من أنكر أن تكون لها [رؤية] (أ)؛ فإن إسناده حسن.
وقوله: على بعض نسائه. قال المصنف رحمه الله (¬6): لم أقف على تعيين اسمها صريحًا، وأقرب ما يُفسَّر به: أم سلمة، فقد أخرج ابن سعد (¬7) عن شيخه الواقدي بسند له إلى أم سلمة، قالت: لما خطبني النبي - صلى الله عليه وسلم -. فذكر قصة تزويجه بها، قالت: فأدخلني بيت زينب بنت خزيمة، فإذا جرَّة فيها شيء من شعير فأخذته فطحنته، ثم عَصَدته (¬8) في
¬__________
(أ) في الأصل: جـ: رواية. والمثبت من تحفة الأشراف 11/ 343، والفتح 9/ 239.
__________
(¬1) تهذيب الكمال 2/ 9 - 11.
(¬2) التمهيد 1/ 312.
(¬3) تقدمت ترجمته في 1/ 54.
(¬4) المحجن: عصًا معقّفة الرأس كالصولجان. والميم زائدة. النهاية 1/ 347.
(¬5) أبو داود 2/ 182 ح 1878، وابن ماجه 2/ 982 ح 2947.
(¬6) الفتح 9/ 239.
(¬7) ابن سعد 8/ 91، 92.
(¬8) عصدته: أي جعلته عصيدة، وهي دقيق يُلَتُّ بالسمن ويُطبخ. ينظر النهاية 3/ 246.

الصفحة 319