كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 7)

"انطلق فقد زوَّجتُكها، فعلِّمها من القرآن". وفي رواية للبخاري (¬1): "أمكناكها بما معك من القرآن". ولأبي داود عن أبي هريرة (¬2) قال: "ما تحفظ؟ ". قال: سورة "البقرة" و (أ) التي تليها. قال: "قم فعلمها عشرين آية".
قوله: جاءت امرأة. هذا اللفظ في معظم الروايات، وقد جاء في رواية: إني لفي القوم عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ قامت امرأة. وفي رواية: أتت امرأة إليه. ويمكن الجمع بأن معنى قامت: وقفت. والمراد أنها وقفت بعد أن جاءت لا أنها كانت جالسة في المجلس فقامت. وفي رواية سفيان الثوري عند الإسماعيلي (¬3): جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد. فأفاد تعيين المكان الذي وقعت فيه القصة. قال المصنف رحمه الله تعالى (¬4): ولم أقف على اسمها، ووقع في "أحكام ابن الطلاع (ب) " أنها خولة بنت حكيم أو أم شريك. وهذا هو تعيين الواهبة نفسها التي أريدت في قوله تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ} (¬5). وهذه غيرها.
¬__________
(أ) في مصدر التخريج: أو. وينظر ما سيأتي ص 37.
(ب) وقع في الفتح 9/ 206: ابن القصاع. والذي في النسخ موافق لما في الفتح 9/ 419، 12/ 268، وكتاب الأحكام لم يذكر لابن القصاع، بل ذكر لابن الطلاع. ينظر هدية العارفين 2/ 780، 432، ومحجم المؤلفين 11/ 123، 12/ 275.
__________
(¬1) البخاري، كتاب النكاح، باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح 9/ 175 ح 5121.
(¬2) أبو داود، كتاب النكاح، باب التزويج على العمل يعمل 2/ 243 ح 2112.
(¬3) الفتح 9/ 209.
(¬4) الفتح 9/ 206.
(¬5) الآية 50 من سورة الأحزاب.

الصفحة 32