البُرمة، وأخذت شيئًا من إهالة فأدَمته (¬1)، فكان ذلك طعام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأخرج ابن سعد أيضًا وأحمد (¬2) بإسناد صحيح إلى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أن أم سلمة أخبرته. فذكر قصة خطبتها وتزويجها، وفيه: قالت: وأخرجت حبات شعير كانت في جرتي وأخرجت شحما فعصدته له، ثم بات، ثم أصبح. الحديث أخرجه النسائي (¬3) أيضًا، لكن لم (أ) يذكر المقصود هنا، وأصله في "مسلم" (¬4) من وجه آخر بدونه.
وأما ما أخرجه الطبراني في "الأوسط" (¬5) من طريق شريك عن حميد عن أنس قال: أولم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أم سلمة بتمر وسمن. فهو وهم من شَريك؛ لأنه كان سيئ الحفظ (¬6)، [أو] من الراوي عنه -وهو [جَندَل] (جـ)
¬__________
(أ) زاد بعده في الأصل: يكن.
(ب) في الأصل، جـ: و. والمثبت من الفتح 9/ 240.
(جـ) في الأصل: جندلة.
__________
(¬1) الإهالة: كل شيء من الأدهان مما يؤتدم به، وقيل: هو ما أذيب من الألية والشحم، وقيل: الدسم الجامد. وأدَمَتْه: أي خلطه وجعلته إدامًا يؤكل. ينظر النهاية 1/ 31، 84.
(¬2) ابن سعد 8/ 93، 94، وأحمد 6/ 307.
(¬3) النسائي في الكبرى 5/ 293 ح 8926.
(¬4) مسلم 2/ 1083 ح 1460.
(¬5) الطبراني في الأوسط 6/ 43 ح 5743.
(¬6) تقدمت ترجمته في 2/ 299.