كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 7)

عبد الرحمن بن مهدي فوقع في روايته: بصاعين من شعير. أخرجه النسائي (¬1) والإسماعيلي (¬2) من روايته، وهو وإن كان أحفظ من رواه عن الثوري، لكن العدد الكثير أولى بالضبط من الواحد، كما قال الشافعي في غير هذا، والله أعلم. انتهى.

865 - وعن أنس رضي الله عنه قال: أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بين خيبرَ والمدينَة ثلاثَ ليالٍ يُبنى عليه بصفية، فدعوتُ السلمينَ إلى وليمته، فما كان فيها من خبزٍ ولا لحمٍ، وما كان فيها إلا أن (أ) أمرَ بالأنطاع فبسطت، فألقى عليها التمر والأقطَ (¬3) والسمنَ. متفق عليه واللفظ للبخاري (¬4).
قوله: يُبنَى عليه بصفيةَ. أي: يبنى عليه خباء جديد مع صفية أو بسببها، فالباء بمعنى "مع" للمصاحبة أو السببية، والمراد الاختلاء بصفية، وفيه دلالة على [إيثار] (ب) المرأة الجديدة بثلاثةِ أيام ولو كان في السفر، ولذلك بوب له البخاري: باب البناء بالمرأة في السفر. ويؤخذ من هذه القصة أنه يجوز تقديم الاشتغال بالعمل الخاص قبل الأعمال العامة إذا كان لا
¬__________
(أ) ساقطة من: جـ.
(ب) في الأصل، جـ: تأثير. والمثبت يقتضيه السياق.
__________
(¬1) النسائي في الكبرى 4/ 140 ح 6607.
(¬2) الإسماعيليّ -كما في الفتح 9/ 240.
(¬3) الأقِطُ: لبنٌ مُحمَّض يجمَّد حتى يَستحجر ويُطبخ أو يطبخ به. الوسيط (أق ط).
(¬4) البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة خيبر 7/ 479 ح 4213، ومسلم، كتاب النكاح، باب فضيلة إعتاقه أمَة ثم يتزوجها 2/ 1045 ح 1365/ 87.

الصفحة 322