كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 7)

مال في قعوده معتمدًا على أحد شقيه. ومعنى الحديث: إذا أكلت لم أقعد متكئًا فعْلَ [من] (أ) يريد الاستكثار من الأكل، ولكن آكل بُلْغةً؛ فيكون قعودي له (ب) مستوفزًا، ومَن حمَل الاتكاء على الميْل إلى أحد الشقين تأول ذلك على مذهب الطبِّ، بأن ذلك فيه ضرر، فإنه لا ينحدر في مجاري الطعام سهلًا، ولا يسيغه هنيئًا، وربما تأذى به. والله أعلم.

868 - وعن عمر بن أبي سلمة قال: قال (جـ) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا غلام، سمِّ الله، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يَليك". متفق عليه (¬1).
الحديث فيه دلالة على شرعية التسمية عند الأكل، وهذا مجمع عليه، وكذا يستحب التحميد، بأن يقول: الحمد لله. في آخره، ويقاس على الطعام غيره من الشراب، قال العلماء: ويستحب أن يجهر بالتسمية ليسمع غيره، وينبهه عليها، ولو ترك التسمية في ابتداء الطعام عامدًا أو ناسيًا أو جاهلًا أو مُكرهًا أو عاجزًا لعارضٍ كان له أن يسمي، ويقول: باسم الله أوله وآخره. لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله، فإن نسي أن يذكر الله في أوله، فليقل: باسم الله أوله وآخره". رواه أبو داود والترمذي (¬2) وغيرهما، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
¬__________
(أ) في الأصل: ما.
(ب) ساقط من: ب.
(جـ) بعده في جـ: إلى.
__________
(¬1) البخاري، كتاب الأطعمة، باب التسمية على الطعام والأ كل باليمين 9/ 521 ح 5376، ومسلم، كتاب الأشربة، باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما 3/ 1599 ح 2022/ 108.
(¬2) أبو داود 3/ 346، 347 ح 3767، والترمذي 4/ 254 ح 1858.

الصفحة 327