كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 7)

والتسمية في شرب الماء واللبن والعسل والمرق والدواء، وسائر المضروبات مستويات (أ) كالتسمية على الطعام فيما [ذكر] (ب)، وتحصل التسمية بقوله: باسم الله. فإن قال: بسم الله الرحمن الرحيم. فأحسن، وسواء في استحباب التسمية الطاهر والجنب والحائض، وينبغي أن يسمي كل واحد من الآكلين، فإن سمى واحد منهم حصَّل أصل السنة. نص عليه الشافعي، ويسْتَدل له بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبَر أن الشيطان إنما يتمكن من الطعام إذا لم يُذكر اسمُ الله عليه (¬1). وهذا قد ذكر اسم الله عليه.
وقوله: "كل بيمينك". فيه دلالة على استحباب الأكل باليمين، وكذلك الشرب؛ لحديث ابن عمر: "إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله" (¬2). وكان نافع يزيد فيها: "ولا يأخذ بها، ولا يعطي بها" (¬3). وهذا إذا لم يكن عذر، فإن [كان عذر منع الأكل والشرب باليمين، من مرض أو جراحة أو غير ذلك] (جـ)، [فلا كراهة] (د).
وفيه دلالة على أنه ينبغي اجتناب الأفعال التي تشبه أفعال الشياطين،
¬__________
(أ) ساقطة من: جـ.
(ب) في الأصل: ذكره.
(جـ) في الأصل: في الشمال.
(د) ساقطة من: الأصل، جـ. والمثبت من الفتح 9/ 523.
__________
(¬1) مسلم 3/ 1597 ح 2017/ 102، ولفظه: "إن الشيطان يستحل الطعام ألَّا يذكر اسم الله عليه".
(¬2) مسلم 3/ 1598 ح 2020/ 105.
(¬3) مسلم 3/ 1599 ح 2020/ 106.

الصفحة 328