كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 7)

يومها. وأخرجه أبو داود (¬1) وبين فيه السبب بسند مسلم: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يفصّل بعضنا على بعض في القسم. الحديث. وفيه: ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وخافت أن رفارقها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله، يومي لعائشة. فقبل ذلك منها، ففيها وأشباهها نزلت: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} (¬2) الآية. وقد رواه سعيد بن منصور (¬3) عن أبي الزناد مرسلًا، لم يذكر فيه عائشة، وعند الترمذي (¬4) من حديث ابن عباس موصولًا، وكذا قال عبد الرزاق (¬5) عن معمر بمعنى ذلك، فتواردت هذه الروايات على أنها خشيت الطلاق فوهبت، وأخرج ابن سعد (¬6) بسند رجاله ثقات من رواية القاسم بن أبي بزة (أ) مرسلًا، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طلقها، فقعدت له (ب) على طريقه، فقالت: والذي بعثك بالحق ما لي في الرجال حاجة، ولكني أحب أن أبعث مع نسائك يوم القيامة، فأنشدك بالذي أنزل عليك الكتاب، هل طلقتني لوجدة وجدتها علي؟ قال: "لا". قالت: فأنشدك لما راجعتني. فراجعها، قالت: فإني جعلت يومي وليلتي لعائشة حبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وكانت سودة تحت ابن عم لها يقال له: السكران بن
¬__________
(أ) في جـ: مرة.
(ب) ساقطة من: جـ.
__________
(¬1) أبو داود 2/ 249 ح 2135.
(¬2) الآية 128 من سورة النساء.
(¬3) تفسير سعيد بن منصور 4/ 1404 ح 702.
(¬4) الترمذي 5/ 232 ح 3040.
(¬5) مصنف عبد الرزاق 6/ 238 ح 10655.
(¬6) ابن سعد 8/ 54.

الصفحة 348