كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 7)

سهل، وقد ترجم لها ابن سعد في "الطبقات" (¬1)، فقال: بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث، وأخرج حديثها عن يحيى بن سعيد، قال: كانت حبيبة بنت سهل تحت ثابت ابن قيس، وكان في خلقه شدة. فذكر نحو حديث مالك، وزاد في آخره: وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - همّ أن يتزوجها، ثم كره ذلك لغيرة الأنصار، وكره أن يسوءهم في نسائهم.
وثابت بن قيس بن شَمَّاس، بفتح الشين المعجمة وتشديد الميم والسين المهملة، خزرجي أنصاري، شهد أحدًا وما بعدها من المشاهد، من أكابر الصحابة وأعلام الأنصار، شهد له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة، وكان خطيب الأنصار وخطيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، استشهد يوم اليمامة سنة اثنتي عشرة، روى عنه أنس بن مالك ومحمد وإسماعيل وقيس أولاده.
قوله: ما أعتُب. بضم المثناة من فوق، ويجوز كسرها، من العتاب، يقال: عتبت على فلان. أعتب عتبًا، والاسم المعتبة، والعتاب هو الخطاب بإدلال، وقد روي بكسر العين المهملة وتحتانية ساكنة من العيب، وهو أليق بالمراد.
قوله: في خُلُق ولا دين. بضم الخاء المعجمة واللام، ويجوز إسكانها، والمعنى: أنها لا تريد مفارقته لسوء خلقه ولا لنقصان دينه، زاد البخاري (¬2) في رواية: ولكني لا أطيقه. وزاد الإسماعيلي ثم البيهقي (¬3) ذكر التمييز
¬__________
(¬1) ابن سعد 8/ 445.
(¬2) البخاري 9/ 395 ح 5275.
(¬3) الإسماعيلي -كما في الفتح 9/ 400، والبيهقي 7/ 313.

الصفحة 364