كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 7)

16338 - أخبرنا عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بن زَادَوَيْهِ، أَنَّهُ سَمِعَ الشَّعْبِيَّ يَسْأَلُ عَنِ الرَّجُلِ يَشْهَدُ عَلَيْهِ رَجُلاَنِ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا بِشَهَادَتِهِمَا، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا أَحَدُ الشَّاهِدَيْنِ بَعْدَ مَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، ثُمَّ يَرْجِعُ الشَّاهِدُ الآخَرُ، فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: لاَ يُلْتَفَتُ إِلَى رُجُوعِهِ إِذَا مَضَى الْحُكْمُ.
16339 - أخبرنا عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن قَتَادَةَ فِي رَجُلَيْنِ شَهِدَا عَلَى رَجُلٍ، فَقُضِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَنْكَرَا بَعْدَ ذَلِكَ، وَقَالاَ: شَهَادَاتُنَا بَاطِلَةٌ، قَالَ: إِنْ كَانَا عَدْلَيْنِ يَوْمَ شَهِدَا جَازَتْ شَهَادَتُهُمَا، وَيُرَدُّ الْمَالُ إِلَى الأَوَّلِ.
16340 - أخبرنا عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ فِي رَجُلَيْنِ شَهِدَا عَلَى رَجُلٍ بِحَقٍّ، فَأَخَذَا مِنْهُ، ثُمَّ قَالاَ: إِنَّمَا شَهِدْنَا عَلَيْهِ بِزُورٍ، [قَالَ] (1): يَغْرَمَانِهِ فِي أَمْوَالِهِمَا.
-[أَخبَرنا عَبد الرَّزَّاق، وعبد الملك بن الصباح، عَنِ الثَّورِيّ، عَن مطَرف، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ أَنَّ رَجُلَيْنِ شَهِدَا عِنْدَه عَلَى رَجُلٍ بِسَرِقَةٍ، فَقَطَعَهُ، ثُمَّ جَاءَ بِرَجُلٍ آخَر فَقَالاَ: هَذَا سَرَقَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: لَوْ كُنْتُمَا تَعَمَّدْتُمَا قَطَعْتُكُمَا، أَوْ أَبْطَلَ شَهَادَتَهُمَا عَنِ الآخَرِ، وَأَغْرَمَهُمَا الدِيَةَ.
- حدثنا مَعْمَرٌ، عَن مطَرف، عَن عِكْرِمَةَ، قَالَ فِي أَرْبَعَةٍ شَهِدُوا عَلَى رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ بِالزِّنَا، ثُمَّ رَجَعَ أَحَدُهُمْ قَالَ: عَلَيْهِ رُبُعُ الدِّيَةِ فِي مَائة.
- حَدَّثنا مَعْمَرٌ، عَن قَتَادَةَ، قَالَ: نَكَلَ عَن شَهَادَتِهِ بَعْدَ قَتْلِ، فَعَلَيْهِ الدِّيَةُ، بِقَدْرِ حِصَّتِهِ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: الْقَتْلُ.
- حَدَّثنا مَعْمَرٌ، عَن قَتَادَةَ، قَالَ: شَهِدَ رَجُلاَنِ بِسَرِقَةٍ عَلَى رَجُلٍ، فَقَطَعَ عَلِيُّ بنِ أَبِي طَالِبٍ يَدَهُ، ثُمَّ جَاءَ الْغَدَ بِرَجُلٍ آخَر فَقَالاَ: أَخْطَأْنَا بِالأَوَّلِ، هُوَ الآخَرُ، قَالَ: فَأَبْطَلَ عَلِيُّ شَهَادَتَهُمَا عَنِ الآخَرِ، وَأَغْرَمَهُمَا دِيَةَ الأَوَّلِ.
- حَدَّثنا مَعْمَرٌ، عَن جَابِرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بنِ عَبدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ رَجُلَينِ شَهِدا عِندَ عَلِيٍّ عَلَى رَجُلٍ أَنَّهُ سَرَقَ، فَقَطَعَهُ، ثُمَّ رَجَعا عَن شَهادَتِهِما فَقالَ: لَو أَعلَمُ أَنَّكُما فَعَلتُما لَقَطَعتُكُما، وَأَغْرَمَهُمَا دِيَةَ يَدِهِ.
حَدَّثنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَن أَبِي جَابِرٍ الْبَيَاضِيِّ، عَنِ ابنِ المُسَيَّبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم: أِذَا غَيَّرَ الرَجُلُ شَهَادَته - لو بدَّلَهَا أَوْ نَحْوَ هَذَا - أُخِذَ بِأَوَّلِهِ قَوْلِهِ.
قَالَ عَبدُ الرَّزَّاقِ: أَخبَرنا مَنْ سَمِعَه مِنْ جَابِرٍ] (1).
_حاشية__________
(1) ما بين الحاصرتين ثابت في طبعة دار الكتب العلمية، وقد سقط من طبعتي دار التأصيل، والمكتب الإسلامي.
17 - بَابٌ: الشَّاهِدُ يَعْرِفُ كِتَابَهُ وَلاَ يَذْكُرُهُ.
16341 - أخبرنا عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ الشَّعْبِيَّ قُلْتُ: يُشْهِدُنِي الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ بِالشَّهَادَةِ، فَأُوتَى بِكِتَابٍ يُشْبِهُ كِتَابِي، وَخَاتَمٍ يُشْبِهُ خَاتَمِي، وَلاَ أَذْكُرُ، فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: لاَ تَشْهَدْ حَتَّى تَذْكُرَ.
16342 - أخبرنا عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يُجِيزُ الشَّهَادَةَ عَلَى مَعْرِفَةِ الْكِتَابِ.
16343 - أخبرنا عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: كَانَ يُقْضَى فِي الزَّمَانِ الأَوَّلِ بِشَهَادَةِ المَوْتَى، فَلَمَّا أَخَذَتِ النَّاسُ المَظَالِمَ، وَاكْتِتَابَ شَهَادَةِ المَوْتَى، أَبْطَلَ الْقُضَاةُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ شَهَادَةَ المَوْتَى، وَالدَّعْوَى عَلَى كُلِّ مَيِّتٍ، إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَ طَالِبُ الْحَقِّ بِشُهَدَاءَ عَلَى شَهَادَةِ المَوْتَى، أَوْ بِكِتَابِ حَقٍّ، حَتَّى يَعْرِفَ كِتَابَ كَاتِبِهِ فَمَنْ جَاءَ بِشَهَادَةٍ أُعْطِي بِشَهَادَتِهِ، وَمَنْ جَاءَ بِكِتَابٍ يَعْرِفُ خَطَّ صَاحِبِهِ، كَانَتْ فِيهِ الأَيْمَانُ عَلَى الَّذِي ادَّعَى عَلَيْهِمْ، باللهِ مَا لِطَالِبِ هَذَا الْكِتَابِ عَلَى صَاحِبِنَا مِنْ حَقٍّ، فَإِنْ أَبَى أَنْ يَحْلِفَ، اسْتَحَقَّ طَالِبُ الْحَقِّ بِيَمِينِهِ باللهِ إِنَّ هَذَا الْكِتَابَ لَحَقٌ، هَذَا الَّذِي بَلَغَنَا، أَنَّهُ كَانَ يُقْضَى بِهِ فِي شَهَادَةِ الأَمْوَاتِ فِي أَوَّلِ الزَّمَانِ وَآخِرِهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ.

الصفحة 118