كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 7)

فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنا نَأْخُذَ النَّخْلَةَ، فَنُجَوِّبُهَا، ثُم نَضَعُ التَّمْرَ فِيهَا، وَنَصُبُّ عَلَيْهِ المَاءَ، فَإِذَا صَفَا شَرِبْنَاهُ، قَالَ: وَمَاذَا؟ قَالُوا: وَنَأْخُذُ (1) هَذِهِ الزِّقَاقَ المُزَفَّتَةَ، فَنَضَعُ فِيهَا التَّمْرَ، ثُمَّ نَصُبُّ فِيهَا المَاءَ، فَإِذَا صَفَا شَرِبْنَاهُ، قَالَ: وَمَاذَا؟ قَالَ (2): نَأْخُذُ هَذِهِ الدُّبَّاءَ، فَنَضَعُ فِيهَا التَّمْرَ، ثُم نَصُبُّ عَلَيْهِ المَاءَ، فَإِذَا صَفَا شَرِبْنَاهُ، قَالَ: وَمَاذَا؟ قَالُوا: وَنَأْخُذُ هَذِهِ الْحَنْتَمَةَ، فَنَضَعُ فِيهَا التَّمْرَ، ثُمَّ لِنَصُبَّ عَلَيْهِ المَاءَ، فَإِذَا صَفَا شَرِبْنَاهُ، فقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ تَنْبِذُوا فِي الدُّبَّاءِ، وَلاَ فِي النَّقِيرِ، وَلاَ فِي الْحَنْتَمِ، وَانْتَبِذُوا فِي هَذِهِ الأَسْقِيَةِ الَّتِي يُلاَثُ عَلَى أَفْوَاهِهَا، فَإِنْ رَابَكُمْ فَاكْسِرُوهُ بِالمَاءِ.
قَالَ أَبو هَارونَ: فَقُلْتُ لأَبِي سَعِيدٍ: أَشَرِبْتَ نَبِيذَ الْجَرِّ بَعْدَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، أَبَعْدَ نَهْيِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟!.
_حاشية__________
(1) هكذا في طبعتي دار التأصيل، ودار الكتب العلمية، وفي طبعة المكتب الإسلامي: «نأخذ».
(2) كذا في الطبعات الثلاث: دار التأصيل، والمكتب الإسلامي، ودار الكتب العلمية، والجادة: «قالوا».
18000- عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قِيلَ لِعَطَاءٍ: سِقَايَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ الَّتِي يَجْعَلُ فِيهَا النَّبِيذَ مُزَفَّتَةٌ؟ قَالَ: أَجَلْ، وَلَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ ابْنِ عَبَّاسٍ، إِنَّمَا كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يُسْقَوْنَ فِي حِيَاضٍ مِنْ أُدْمٍ، فَأُحْدِثَتْ هَذِهِ عَلَى عَهْدِ الْحَجَّاجِ، بَعْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ.

الصفحة 441