كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 7)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا الربيع بن سليمان، قال: سَمِعتُ الحميدي يقول: سَمِعتُ الزنجي بن خالد يقول للشافعي: أفت يا أَبَا عَبد الله، فقد والله آن لك أن تفتي، وهو ابن خمس عشرة سنة، وقال غيره: وَهو ابن ثماني عشرة سنة.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال: أُخْبِرُت عن يَحيَى بن سَعيد القطان، أَنه قال: إني لأدعو الله عز وجل للشافعي في كل صلاة، أَو في كل يوم، يَعني لِمَا فتح الله عز وجل عليه من العلم، ووفقه للسداد فيه.
قال أَبو محمد: في كتابي عن الربيع بن سليمان، قال: سَمِعتُ أَيوب بن سويد الرملي يقول: لما رأى الشافعي قال: ما ظننت أَنّي أعيش حتى أرى مثل هذا الرجل، ما رأَيت مثل هذا الرجل قط. قال أَبو مُحَمد: وقد رأى أَيوب بن سويد سُفيان الثَّوري، ومالك بن أَنس، والأَوزاعي، وابن جُرَيج وسفيان بن عُيَينة، والناس.
قال أَبو إسماعيل الترمذي: سمعت إِسحاق بن راهويه يقول: كنا بمكة والشافعي بها، وأَحمد بن حَنبل بها، فقال لي أَحمد بن حَنبل: يا أَبَا يعقوب جالس هذا الرجل، يَعني الشافعي، قلتُ: ما أصنع به، سنه قريب من سننا، أترك ابن عُيَينة والمُقرِئ؟ قال: ويحك إِن ذاك لا يفوت وذا يفوت، فجالسته.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حدثني أَبو بشر بن أَحمد بن حماد الدولابي، حَدثنا أَبو بكر بن إدريس، قال: سَمِعتُ الحميدي يقول: كان أَحمد بن حَنبل قد أقام عندنا بمكة على سُفيان بن عُيَينة، فقال لي ذات يوم: هَا هُنا رجل من قريش، له بيان ومعرفة ; قلت: ومن هو؟ قال محمد بن إدريس الشافعي، وكان أَحمد بن حَنبل قد جالسه بالعراق فلم يزل بي حتى إجترني إليه، فجلسنا إليه، ودارت مسائل، فلما قمنا قال لي أَحمد بن حَنبل: كيف رأَيت؟ أَلاَ ترضى أن يكون رجل من قريش، يكون له هذه المعرفة وهذا البيان؟ فوقع كلامه في قلبي فجالسته، فغلبتهم عليه، فلم يزل يقدم مجلس الشافعي حتى كاد يفوت مجلس سُفيان بن عُيَينة، وخرجت مع الشافعي إلى مصر.

الصفحة 202