حَدثنا عَبد الرَّحمن، أَخْبَرني أَبو عثمان الخوارزمي نزيل مكة، فيما كَتَبَ إلَيَّ، قال: حدثني محمد بن عَبد الرَّحمن الدينوري، قال: سَمِعتُ أَحمد بن حَنبل يقول: كانت أقضيتنا أَصحاب الحديث في أيدي أبي حنيفة، ما تنزع حتى رأينا الشافعي، وكان أفقه الناس في كتاب الله عز وجل، وفي سنة رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم، ما كان يكفيه، وكان قليل الطلب للحديث.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، أَخْبَرني أَبو عثمان الخوارزمي، في ما كتب إليَّ، قال: سَمِعتُ دبيسًا قال: كنت مع أَحمد بن حَنبل في مسجد الجامع، فمر الشافعي فقال: هذا رحمة الله عز وجل لأمة محمد صَلى الله عَليه وسَلم.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، أَخبَرنا أَبو عثمان الخوارزمي، فيما كَتَبَ إلَيَّ، قال: سَمِعتُ محمد بن الفضل البزاز، قال: سَمِعتُ أبي يقول: حججت مع أَحمد بن حَنبل، ونزلنا في مكان واحد، فلما صليت الصبح درت المسجد، فجئت إلى مجلس سُفيان بن عُيَينة، وكنت أدور مجلسا مجلسا طلبا لأَحمد بن حَنبل، حتى وجدت أَحمد عند شاب أعرابي، وعلى رأسه جمة فزاحمته حتى قعدت عند أَحمد بن حَنبل، فقلت: يا أَبَا عَبد الله تركت ابن عُيَينة، عنده الزُّهْري، وعَمرو بن دينار، وزياد بن عِلاقة، والتابعون، ما الله به عليم؟ فقال لي: اسكت، فإِن فاتك حديث بعلو تجده بنزول، ولا يضرك في دينك، ولا في عقلك، وإن فاتك عقل هذا الفتى أخاف أن لاَ تجده إلى يوم القيامة، ما رأَيت أحدًا أفقه في كتاب الله عز وجل من هذا الفتى القُرَشي، قلت: مَنْ هذا؟ قال: محمد بن إِدريس الشافعي.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا عَبد الملك بن عَبد الحميد بن ميمون بن مهران، قال: قال لي أَحمد بن حَنبل: مالك لا تنظر في كتب الشافعي؟ فما من أحد وضع الكتب حتى ظهرت أتبع للسنة من الشافعي.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن عثمان النحوي النَّسائي، قال: سَمِعتُ أبَا قديد النَّسائي يقول: سَمِعتُ إِسحاق بن راهويه يقول: كتبت إلى أَحمد بن حَنبل وسألته أن يوجه إليَّ مِن كتب الشافعي ما يدخل في حاجتي، فوجه إليَّ بكتاب الرسالة.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو زُرعَة، قال: نظر أَحمد بن حَنبل في كتب الشافعي، وقرأ له كتابًا في مناقبه.