كتاب البداية والنهاية ط الفكر (اسم الجزء: 7)
أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: الْآنَ يَأْتِيكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَجَاءَ عُمَرُ، ثُمَّ قَالَ: الْآنَ يَأْتِيكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ: فلقد رأيته مطاطيا رأسه تَحْتِ الصَّوْرِ ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنْ شِئْتَ جَعَلَتْهُ عَلِيًّا، فَجَاءَ عَلِيٌّ، ثُمَّ إِنَّ الْأَنْصَارِيَّةَ ذَبَحَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ وَصَنَعَتْهَا فَأَكَلَ وَأَكَلْنَا فَلَمَّا حَضَرَتِ الظَّهْرُ قَامَ يُصَلِّي وَصَلَّيْنَا مَا تَوَضَّأَ وَلَا تَوَضَّأْنَا، فَلَمَّا حَضَرَتِ الْعَصْرُ صَلَّى وَمَا تَوَضَّأَ وَلَا تَوَضَّأْنَا» . (حَدِيثٌ آخَرُ) قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْكُوفِيُّ ثَنَا ابْنُ أَبِي عتبة عَنْ أَبِيهِ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عمير قال: «دخلت مع أبى عَلَى عَائِشَةَ فَسَأَلْتُهَا عَنْ عَلِيٍّ فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ، وَلَا امْرَأَةً كَانَتْ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِ امْرَأَتِهِ» وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الشِّيعَةِ عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ بِهِ. (حَدِيثٌ آخَرُ) قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بكر ثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عبد الله الجدلي البجلي قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ لِي: أَيُسَبُّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيكُمْ؟ فَقُلْتُ مَعَاذَ اللَّهِ- أَوْ سُبْحَانَ اللَّهِ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا- قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ سَبَّ عَلِيًّا فَقَدْ سَبَّنِي» وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى عَنْ عِيسَى بن عبد الرحمن البجلي من بجيلة مِنْ سُلَيْمٍ عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله البجلي قال: «قالت لي أم سلمة أيسب رسول الله فِيكُمْ عَلَى الْمَنَابِرِ؟ قَالَ: قُلْتُ وَأَنَّى ذَلِكَ؟ قَالَتْ: أَلَيْسَ يُسَبُّ عَلِيٌّ وَمَنْ أَحَبَّهُ؟ فَأَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُحِبُّهُ» وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. وَقَدْ وَرَدَ مِنْ حَدِيثِهَا وَحَدِيثِ جَابِرٍ وَأَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ: «كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّنِي وَيُبْغِضُكَ» وَلَكِنَّ أَسَانِيدَهَا كُلَّهَا ضَعِيفَةٌ لَا يُحْتَجُّ بِهَا (حَدِيثٌ آخَرُ) قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ «أَنَا الثَّوْرِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ إِنَّهُ لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ» ورواه أحمد عن ابن عمير وَوَكِيعٍ عَنِ الْأَعْمَشِ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الحربي وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَمُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ وَيَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ بِهِ وأخرجه مسلم في صحيحه عن [1] ورواه غسان بْنُ حَسَّانَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثابت عَنْ عَلِيٍّ فَذَكَرَهُ. وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ عَلِيٍّ. وَهَذَا الَّذِي أَوْرَدْنَاهُ هُوَ الصَّحِيحُ مِنْ ذَلِكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ:
ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عن عبيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِي نَصْرٍ حَدَّثَنِي مساور الحميري عن أبيه قال: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَلِيٍّ: «لَا يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ وَلَا يُحِبُّكَ مُنَافِقٌ» وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ بِلَفْظٍ آخَرَ وَلَا يَصِحُّ وَرَوَى ابْنُ عُقْدَةَ عن الحسن بن على بن بزيغ ثنا عمرو بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنِ الحكم عن يحيى
__________
[1] بياض بالأصل وفي صحيح مسلم عن سعد.
الصفحة 354
372