كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 7)
نزل بعد ذلك، بدليل قصة أبي جهل في نهيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الصلاة، وروى الدارقطني من حديث أبي هريرة: سجد [رسول الله] (¬1) صلى الله عليه وآله وسلم - بآخر النجم - والجن والإنس والشجر (¬2).
ورواه ابن أبي شيبة بلفظ: سجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [والمسلمون في النجم] (¬3) إلا رجلًا من قريش أراد الشهرة بذلك (¬4). ورواية البخاري وغيره: وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس (¬5).
وبوَّب عليه باب سجود المسلمين مع المشركين، والمشرك نجس ليس له وضوء، ثم قال البخاري: وكان ابن عمر يسجد على غير وضوء.
قال ابن المنير: هذِه الترجمة ملتبسة، والصواب رواية من روى أن ابن عمر كان يسجد للتلاوة على غير وضوء. قال: والظاهر من تبويب البخاري أنه صوَّب مذهبه، واحتج له بسجود المشركين لها، والمشرك نجس لا وضوء له (¬6)، ولا يكون سجود المشركين حجة؛ لأن الباعث لهم على تلك (¬7) السجدة الشيطان لا الإيمان. والظاهر أن البخاري
¬__________
(¬1) في (ر): النبي.
(¬2) "سنن الدارقطني" 1/ 409.
(¬3) سقطت من الأصول الخطية واستدركها من "مصنف ابن أبي شيبة".
(¬4) "مصنف ابن أبي شيبة" (4283).
(¬5) "صحيح البخاري" (1071).
(¬6) "المتواري على أبواب البخاري" ص 115.
(¬7) سقط من (ر).
الصفحة 18
688