كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 7)

الميم الكفرسوسي (أبو الجماهر) بفتح الجيم والميم يكنى أبا عبد الرحمن، قال عثمان بن سعيد الدارمي: هو أوثق من أدركنا بدمشق، رأيت أهل دمشق مجتمعين على صلاحه (¬1).
وقال أبو إسماعيل الترمذي: كان من خيار الناس (¬2). قال أبو حاتم الرازي: ما رأيت أفصح من أبي الجماهر (¬3) (ثنا عبد العزيز بن محمد) الدراوردي.
(عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير) بن العوام، قال ابن معين: ثقة (¬4). ووثقه الدارقطني (¬5) وغيره (عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله قرأ عام الفتح) لعله فتح مكة (سجدة) أي: آية فيها سجدة تشبه سجدة النجم، لما روى الطبراني في "الكبير" عن ابن عمر أيضًا أن النبي قرأ {وَالنَّجْمِ} بمكة فسجد وسجد الناس معه حتى إن الرجل ليرفع إلى جبينه شيئًا من الأرض فيسجد عليه حتى يسجد على الرحل (¬6). فقوله: (يسجد على الرحل) يدل على أنه كان في مسير.
(فسجد الناس كلهم) معه، فيه دليل على أن القارئ إذا قرأ آية السجدة وسجد تأكد السجود للمستمع، بخلاف ما إذا لم يسجد القارئ فإنه لا
¬__________
(¬1) انظر "سير أعلام النبلاء" 10/ 448.
(¬2) "تهذيب الكمال" 26/ 100.
(¬3) "الجرح والتعديل" 8/ ترجمة 110.
(¬4) كذا في (ر)، وهو خلاف ما في "تاريخ ابن معين" رواية الدارمي (774) حيث قال فيه: ضعيف.
(¬5) قال الدارقطني كما في "تهذيب التهذيب" لابن حجر (304): ليس بالقوي.
(¬6) "المعجم الكبير" (13358).

الصفحة 32