كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 7)
لخرج الكلام مخرج الوجوب والإلزام بقوله: عليكم. ونحوه [وقد روي فيه: "قد زادكم صلاة". ومعنى الزيادة في النوافل وذلك أن نوافل الصلوات شفع لا وتر فيها، فقيل: أمدكم وزادكم صلاة تكرير تصلونها، قيل: على تلك الهيئة وهي الوتر] (¬1).
(من حمر) بسكون الميم جمع أحمر (¬2) بخلاف المضموم الميم، فإنه جمع حمار، وحمر (النعم) وهي الإبل كرائمها وأنفسها عند العرب؛ إذ أنفس أموالها الإبل، وأنفس الإبل الحمر، وكثر استعمال حمر النعم حتى صارت تضرب مثلًا لكل شيء نفيس، وقد كثر وروده في الحديث (وهي) صلاة (الوتر) وقرأ حمزة والكسائي في قوله تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)} (¬3) بكسر الواو وهي لغة الحجاز وتميم، وقرأ الباقون بالفتح وهي لغة غيرهم (¬4).
(فجعلها فيما بين صلاة (¬5) العشاء إلى طلوع الفجر) هكذا تقديره بين صلاة العشاء وقد بين ذلك في رواية الترمذي وأحمد (¬6) بلفظ: "الوتر (¬7) جعله الله لكم بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر"، وروي عن ابن مسعود أنه قال: الوتر ما بين الصلاتين (¬8). وهذا بيان لوقت الوتر وهو ما بين صلاة العشاء وطلوع الفجر الثاني، فلو أوتر قبل صلاة العشاء لم يصح
¬__________
(¬1) من (ر).
(¬2) في (م): الحمر.
(¬3) الفجر: 3.
(¬4) انظر: "السبعة" لابن مجاهد ص 683.
(¬5) من (ر).
(¬6) سقط من (م).
(¬7) سقط من (ر).
(¬8) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (4604).
الصفحة 49
688