كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 7)

كان أنصاريًّا وأما أبو جهم بن حذيفة] (¬1) فهو قرشي، فافترقا (¬2).
(وخالد بن الوليد والعباس) بن عبد المطلب (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما ينقم ابن جميل) بكسر القاف، من ينقم، أي: ما ينكر أو ما يكره، من قال: المراد. صدقة التطوع قال: عتب عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - حين شح في التطوع الذي لا يلزمه دفعه.
(إلا أن كان فقيرًا فأغناه الله تعالى) زاد البخاري: "ورسوله" وإنما ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه؛ لأنه كان سببًا لدخوله في الإسلام. وقيل: كان منافقًا ثم تاب بعد ذلك كما حكاه المهلب وجزم به القاضي حسين في "تعليقه" (¬3) فأصبح غنيًّا بعد فقره بما أفاء الله ورسوله عليه، وأباح لأمته من (¬4) الغنائم. وهذا السياق من باب تأكيد المدح بما يشبه الذم؛ لأنه إذا لم يكن له عذر إلا (¬5) ما ذكر من أن (¬6) الله أغناه فلا عذر له، وفيه التعريض بكفران النعمة والتقريع بسوء الصنيع في مقابلة الإحسان (¬7).
(وأما خالد فإنكم تظلمون خالدًا) هو خطاب منه للعمال على الصدقة حيث لم يحتسبوا له بما أنفق على (¬8) الجهاد من الخيل والعدة، وكان
¬__________
(¬1) من (م).
(¬2) و (¬3) "فتح الباري" 3/ 390.
(¬4) من (م).
(¬5) في (م): إلى.
(¬6) سقط من (م).
(¬7) "فتح الباري" 3/ 390.
(¬8) في (م): في.

الصفحة 624