كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 7)

وقيل: معنى قوله: (علي) أي (¬1): عندي فرض؛ لأنني تسلفت منه صدقة عامين، وقد ورد ذلك صريحًا فيما أخرجه الترمذي وغيره من حديث عليّ (¬2). وفي إسناده مقال، وفي الدارقطني من طريق موسى بن طلحة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنا كنا احتجنا فتعجلنا من العباس صدقة ماله سنتين". وهذا مرسل، ورواه الدارقطني موصولًا بذكر طلحة فيه (¬3) وإسناد المرسل أصح (¬4).
وقيل: المعنى استسلف منه قدر صدقة عامين، فأمر بأن يقاضي به من ذلك، واستبعد بأنه لو كان دفع (¬5) لكان - صلى الله عليه وسلم - أعلم عمر [بن الخطاب] (¬6) بأن لا يطالب العباس فليس ببعيد، ولا يجوز أن يحمل عليه بأن معناه يقبضها؛ لأن الصدقة عليه حرام؛ لكونه من بني هاشم، ومنهم من قال: ذلك قبل التحريم، وأبعد من قال: كان هذا في الوقت الذي كان فيه التأديب بالمال، فألزم العباس بامتناعه من أداء الزكاة أن يؤدي ضعفها ووجب عليه؛ لعظم قدره كما قال تعالى: {يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ} (¬7). واستدل بقضية خالد على جواز (¬8)
¬__________
(¬1) في (م): أن.
(¬2) (679).
(¬3) "سنن الدارقطني" 2/ 124.
(¬4) من (م).
(¬5) في (ر): وقع.
(¬6) سقط من (م).
(¬7) الأحزاب: 30.
(¬8) من (م).

الصفحة 627