كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 7)

وقرأ أبي (قل للذين كفروا قل يا أيها الكافرون)] (¬1) ويشبه أن يكون التقدير: قل للذين كفروا: لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد، وهو معنى الآية.
(والله) بالرفع (الواحد) يدل على أن [أصل الأحد] (¬2) في الآية بمعنى الواحد (¬3)، وأن أصل أحد وحد، فأبدلت الواو همزة، ويقع على المذكر والمؤنث، قال الله تعالى: {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ} (¬4)، ويكون أحد مرادفًا للواحد في موضعين سماعًا، أحدهما وصف اسم الباري فيقال: الواحد وهو الأحد؛ لاختصاصه بالأحدية، فلا يشركه فيها غيره، ولهذا لا ينعت به غير الله، فلا يقال: رجل أحد، ولا درهم أحد، ونحو ذلك. والموضع الثاني أسماء العدد للغلبة وكثرة الاستعمال، فيقال: أحد وعشرون، وواحد وعشرون، وفي غير هذين الموضعين يقع الفرق بينهما في الاستعمال بأن الأحد لنفي ما يذكر معه فلا يستعمل [إلا في الجحد لما فيه من العموم نحو: ما قام أحد، أو مضافًا نحو: ما قام أحد الثلاثة، والواحد اسم لمفتتح العدد يستعمل] (¬5) في الإثبات مضافًا وغير مضاف (¬6) (الصمد) هو السيد الذي انتهى إليه السؤدد، وقيل: الذي يصمد إليه (¬7) في الحوائج [أي: يقصد] (¬8)، ولم أجد هذِه الرواية لغير المصنف.
¬__________
(¬1) من (ر).
(¬2) في (م): الواحد.
(¬3) في (م): الأحد.
(¬4) الأحزاب: 32.
(¬5) من (ر).
(¬6) انظر: "المصباح المنير" [وحد].
(¬7) زيادة يقتضيها السياق.
(¬8) من (ر).

الصفحة 64