كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 7)

يبغون منها (¬1) قاله ابن عباس.
(والذي لا يسأل الناس ولا يعلم بحاجته) لأنه يخفي حاله بإظهار التجمل وترك المسألة (فيتصدق عليه) (¬2) كما قال الله تعالى: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ} (¬3) وليس (¬4) المراد بالجهل هنا: الذي هو ضد [العقل، وإنما المراد الجهل الذي هو ضد] (¬5) الخبرة (فذلك) هو (المحروم) الذي يظن غنيًا فيحرم الصدقة لتعففه.
وقيل: هو الذي لا ينمى له مال فقال محمد بن إسحاق: حدثني بعض أصحابنا قال: كنا مع عمر بن عبد العزيز في طريق مكة فجاء كلب، فانتزع عمر كتف شاة فرمى بها إليه وقال: يقال: إنه المحروم.
[وأما المحروم] (¬6) في اللغة فهو الممنوع من الشيء، فيدخل [فيه كل من أصابه الحرمان] (¬7).
(ولم يذكر مسدد) في روايته (المتعفف الذي لا يسأل) الناس (قال أبو داود: روى هذا محمد بن ثور) الصنعاني، وثقه ابن معين والنسائي، وسئل عنه أبو حاتم فقال: الفضل (¬8) والعبادة والصدق. وقال عبد الرزاق: محمد بن ثور صوام قوام (وعبد الرزاق، عن معمر، جعلا (¬9) المحروم
¬__________
(¬1) في (ر): فيها.
(¬2) من (م).
(¬3) البقرة: 273.
(¬4) سقط من (م).
(¬5) سقط من (م).
(¬6) و (¬7) و (¬8) سقط من (م).
(¬9) من (ر).

الصفحة 656