كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 7)

الأموي عن ابن جريجٍ بلفظ: يعلمنا دعاء ندعو به في [القنوت من] (¬1) صلاة الصبح (¬2).
(اللهم اهدني فيمن هديت) اهدني: أي: عرفني (¬3) طريق الهداية إلى معرفتك حتى أقر لك بالربوبية و [أقوم لك] (¬4) بوظائف العبودية لك (فيمن هديت) أي: مع من هديت، ففي بمعنى مع، كقوله تعالى: {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29)} (¬5) ومن ورود في للمصاحبة قوله تعالى: {ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ} (¬6) أي: معهم، {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} (¬7).
(وعافني) يعني: من الناس، وعافهم مني، أي: أغنني عنهم وأغنهم عني واصرف أذاي عنهم واصرف أذاهم عني (فيمن) أي: مع من (¬8) كما تقدم (عافيت) قيل: هي (¬9) من المفاعلة من العفو، ويدل عليه رواية ابن ماجه (¬10): "وعافني (¬11) فيمن عافيت". لكن لو كان من العفو لقال: فيمن عفوت، وقد تكون (¬12) الياء بدلا من الواو، كما تقدمت اللغة في: لا
¬__________
(¬1) من (ر).
(¬2) "السنن الكبرى" 2/ 210. وانظر "التلخيص الحبير" 2/ 447.
(¬3) في (م): قربني.
(¬4) من (ر).
(¬5) الفجر: 29.
(¬6) الأعراف: 38.
(¬7) القصص: 89.
(¬8) من (ر).
(¬9) من (ر).
(¬10) "سنن ابن ماجه" (1178).
(¬11) في (ر): اعفني.
(¬12) زاد في (م): الواو بدل من.

الصفحة 71