كتاب الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ت النحال (اسم الجزء: 7)

جِذَاعًا، وَخُمُسًا حِقَاقًا، وَخُمُسًا بَنَاتِ لَبُونٍ، وَخُمُسًا بَنَاتِ مَخَاضٍ، وَخُمُسًا بَنِي لَبُونٍ ذُكُورًا، فَجَعَلَ مَكَانَ بَنِي الْمَخَاضِ بَنِي اللَّبُونِ، وَوَافَقَ رِوَايَةَ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
[4864] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رُمَيْحٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَنَزِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ.
وَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَعَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ، وَأَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، كُلُّهُمْ عَنِ الْحَجَّاجِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دِيَةَ الْخَطَأِ أَخْمَاسًا، لَمْ يَزِيدُوا عَلَى هَذَا، وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ تَفْسِيرَ الْأَخْمَاسِ.
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ، فَرَوَاهُ عَنْهُ: سُرَيْجُ (¬1) بْنُ يُونُسَ بِمَوافَقَةِ عَبْدِ الرَّحِيمِ وَعَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، وَخَالَفَهُ أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، فَرَوَاهُ عَنْهُ بِمُوَافَقَةِ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرِ (¬2) وَمَنْ تَابَعَهُ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَعَلَ دِيَةَ الْخَطَأِ أَخْمَاسًا لَمْ يُفَسِّرْهَا، فَقَدِ اخْتَلَفَتِ الرِّوَايَةُ عَنِ الْحَجَّاجِ كَمَا تَرَى، فَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الصَّحِيحُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَعَلَ دِيَةَ الْخَطَأِ أَخْمَاسًا كَمَا رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُهُ، لَيْسَ فِيهِ تَفْسِيرُ الْأَخْمَاسِ؛ لِاتِّفَاقِهِمْ عَلَى ذَلِكَ، وَكَثْرَةِ عَدَدِهِمْ، وَكُلُّهُمْ ثِقَاتٌ.
وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْحَجَّاجُ رُبَّمَا كَانَ يُفَسِّرُ الْأَخْمَاسَ بِرَأْيِهِ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَيَتَوَهَّمُ السَّامِعُ أَنَّ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬3)، وَلَيْسَ
¬__________
(¬1) في النسخ والمختصر: "شريح"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (10/ 221).
(¬2) في النسخ: "أبي معاوية شريح الضرير" والمثبت من أصل الرواية والمختصر. وأبو معاوية الضرير اسمه: محمد بن خازم.
(¬3) من قوله: "فيتوهم السامع" إلى هنا ليس في (م).

الصفحة 16