كتاب الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ت النحال (اسم الجزء: 7)

بِالدِّيَةِ فِيمَا زَعَمْتَ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ لِأَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ (¬1)، وَأَنَّكَ عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قُلْتَهَا (¬2)، لِأَنَّ عُمَرَ قَضَى فِيهَا بِشَيْءٍ لَا تَقْضِي [بِهِ] (¬3).
قَالَ: لَمْ تَكُونُوا (¬4) تَحْسِبُونَ، قُلْتُ: أَفَتَرْوِي (¬5) شَيْئًا تَجْعَلُهُ (¬6) أَصْلًا فِي الْحُكْمِ، وَأَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ مَنْ تَرْوِي عَنْهُ لَا يَعْرِفُ مَا قَضَى بِهِ (¬7)؟ .
وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِي هَذَا، وَفِي الْجَوَابِ عَمَّا احْتَجَّ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ.
قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: فَادَّعَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَلَى أَهْلِ الْحِجَازِ أَنَّهُ أَعْلَمُ بِالدِّيَةِ مِنْهُمْ، وَإِنَّمَا عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَبِلَ الدِّيَةَ مِنَ الْوَرِقِ، وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَعْلَمُ بِالدِّيَةِ مِنْهُ، إِذْ (¬8) كَانَ عُمَرُ - رضي الله عنه - مِنْهُمْ، فَمَنِ الْحَاكِمُ مِنْهُ أَوْلَى بِالْمَعْرِفَةِ مِمَّنِ (¬9) الدَّرَاهِمُ مِنْهُ، إِذْ (¬10) كَانَ الْحُكْمُ إِنَّمَا وَقَعَ بِالْحَاكِمِ (¬11).
قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: رِوَايَاتُهُ عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ مُنْقَطِعَةٌ، وَالرِّوَايَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا
¬__________
(¬1) وكذا في المختصر، وفي أصل الرواية: "الورق".
(¬2) في النسخ: "قتلتها"، وفي معرفة السنن والمختصر: "قبلتها"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية.
(¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ.
(¬4) في النسخ: "يكون".
(¬5) في النسخ: "أفترون".
(¬6) في النسخ: "نجعله".
(¬7) المصدر السابق (9/ 88).
(¬8) في (م): "إذا".
(¬9) في (م): "فمن".
(¬10) في (م): "إذا".
(¬11) المصدر السابق (9/ 90).

الصفحة 46