وعبد القاهر ابن السري السلمي وأحمد بن يوسف السلمي وأخوه عبد الله بن يوسف، من أهل نيسابور، روى عن أحمد ومسلم بن الحجاج وأبو عوانة الأسفرايينى وأبو عمرو إسماعيل بن بجيد بن أحمد بن يوسف ابن خالد السلمي [1] ، من مريدي أبى عثمان الحيريّ، أحد المشايخ الكبار، سمع بخراسان أبا عبد الله البوشنجي وإبراهيم بن أبى طالب، وبالري محمد ابن أيوب وعلى بن الحسين بن الجنيد، وببغداد عبد الله بن أحمد بن حنبل وأبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي وجماعة سواهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الرحمن السلمي، وآخر من حدث عنه أبو حفص بن مسرور، وذكره الحاكم في التاريخ فقال: أبو عمرو شيخ عصره في التصوف والمعاملة، وأسند من بقي بخراسان في الرواية في وقته، وقد كان ورث من آبائه أموالا كثيرة حبس لنفسه البيوت [2] الّذي يتعيش به من وراءه وأنفق سائرها على مشايخ الزهد والعلماء حتى لقد بلغني أنه أجلس بعض المشايخ في كنيسة في البادية ومشى راجلا واتفق أن أبا عثمان الحيريّ طلب شيئا لبعض الثغور فتأخر ذلك فضاق به ذرعا وبكى على رءوس الناس فجاء أبو عمرو ابن نجيد بعد العتمة ومعه كيس فيه ألفا درهم فقال: تجعل هذا في الوجه الّذي تأخر اليوم وصوله [3] وهو له [3] ، ففرح أبو عثمان ودعا له، فلما جلس أبو عثمان للمجلس قال: أيها الناس!
__________
[1] له ترجمة في المنتظم لابن الجوزي 7/ 84 و 85.
[2] كذا في الأصل، وليس في م، س.
[3- 3] ليس في م، س، وحكاه ابن الجوزي عن الحاكم.