سيأتيك برزق من عنده- أو كما قال، وحكى أبو طاهر العلاف قال:
حضرت أبا الحسين بن سمعون يوما في مجلس الوعظ وهو جالس على كرسيه يتكلم، وكان أبو الفتح القواس جالسا إلى جنب الكرسي فغشيه النعاس ونام، فأمسك أبو الحسين عن الكلام ساعة حتى استيقظ أبو الفتح ورفع رأسه، فقال له أبو الحسين: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومك؟ قال: نعم، فقال أبو الحسين: لذلك أمسكت عن الكلام خوفا أن تنزعج وتنقطع عما كنت فيه- أو كما قال: وقال أبو محمد الخلال:
قال لي ابن سمعون: ما اسمك؟ فقلت: حسن! فقال: قد أعطاك الله الاسم فسله أن يعطيك المعنى، وكانت وفاته في ذي القعدة أو ذي الحجة سنة سبع وثمانين وثلاثمائة- هكذا قال أبو نعيم الحافظ، وقال أبو الحسن العتيقى: إنه توفى في النصف من ذي القعدة، ودفن بشارع العتابيين [1] ، فلم يزل هناك حتى نقل في الحادي عشر من رجب سنة ست وعشرين وأربعمائة [2] ودفن بباب حرب، وقيل: إن أكفانه لم يكن بليت بعد.
__________
[1] من المنتظم ونسخة من تاريخ بغداد، وفي نسخة منه «الغتابيين» بالغين المعجمة، وفي نسخة م من الأنساب «بشارع العباسيين» وفي الأصل «العباس» كلها مصحفة، والصواب ما في المنتظم وتاريخ بغداد، وقد ذكر أبو سعد ابن السمعاني في نسبة «العتابى» أن في الجانب الغربي من بغداد محلة يقال لها العتابيين، فأظن أنها هي أعنى «شارع العتابيين» والله أعلم.
[2] أي بعد تسع وثلاثين سنة.