كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (اسم الجزء: 7)

يركب بالشاويش «1» وغيره من شعار الملك، وحدّثته نفسه بالملك، وكان أصحابه يسمّونه «الملك الجواد» فيما بينهم. كلّ ذلك والمعزّ سامع مطيع، حتّى خطب أقطاى بنت الملك المظفّر تقىّ الدين محمود صاحب حماة وكان أخوها الملك المنصور «2» هو يومئذ صاحب حماة بعد موت أبيه. وتحدّث أقطاى مع الملك المعزّ أيبك أنّه يريد يسكنها فى قلعة الجبل لكونها من بنات الملوك، ولا يليق سكناها بالبلد، فاستشعر الملك المعزّ منه بما عزم عليه، وأخذ يدبّر أمره وعمل على قتله فلم يقدر على ذلك.
فكاتب الملك المعزّ السلطان صلاح الدين يوسف واستشاره فى الفتك به، فلم يجبه فى ذلك بشىء، مع أنّه كان يؤثر ذلك، لكنّه علم أنّه مقتول على كلّ حال، فترك الجواب. ثم سيّر فارس الدّين أقطاى الجمدار المذكور جماعة لإحضار بنت صاحب حماة إليه، فخرجت من حماة ووصلت إلى دمشق بتجمّل عظيم فى عدّة محفّات «3» مغشّاة بالأطلس وغيره من فاخر الثياب وعليها الحليّ والجواهر، ثم خرجت بمن معها من دمشق متوجّهة إلى الديار المصريّة.
وأمّا الملك المعزّ فإنّه لمّا أبطأ عليه جواب الملك الناصر صلاح الدين فى أمر أقطاى وتحقّق أن بنت صاحب حماة فى الطريق بقى متحيّرا، إن منعه من سكنى القلعة حصلت المباينة الكليّة، وإن سكّنه قويت أسبابه بها ولا يعود يتمكّن من إخراجه، ويترتّب على ذلك استقلال الأمير فارس الدين أقطاى بالملك فعمل على معاجلته؛

الصفحة 11