كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (اسم الجزء: 7)

أضحى لعطف البلى فى ربعه أثر ... وللدّموع على الآثار آثار
يا نار قلبى من نار لحرب وغى ... شبّت عليه ووافى الرّبع إعصار
علا الصليب على أعلى منابرها ... وقام بالأمر من يحويه زنّار
ومنها:
وكم بدور على البدريّة «1» انخسفت ... ولم يعد لبدور منه إبدار
وكم ذخائر أضحت وهى شائعة ... من النّهاب وقد حازته كفّار
وكم حدود أقيمت من سيوفهم ... على الرّقاب وحطّت فيه أوزار
ناديت والسّبى مهتوك يجرّهم ... إلى السّفاح من الأعداء دعّار
ومنها:
وهم يساقون للموت الذي شهدوا ... النار يا ربّ...... «2» ...... ولا العار
يا للرّجال لأحداث «3» تحدّثنا ... بما غدا فيه إعذار وإنذار
من بعد أسر بنى العبّاس كلّهم ... فلا أنار لوجه الصّبح إسفار
ما راق لى قطّ شىء بعده بينهم ... إلّا أحاديث أرويها وآثار
لم يبق للدّين والدنيا وقد ذهبوا ... شوق لمجد وقد بانوا وقد باروا
إنّ القيامة فى بغداد قد وجدت ... وحدّها حين للإقبال إدبار
آل النّبىّ وأهل العلم قد سبيوا «4» ... فمن ترى بعدهم تحويه أمصار.
ما كنت آمل أن أبقى وقد ذهبوا ... لكن أبى دون ما أختار أقدار

الصفحة 52