كتاب الدر الفريد وبيت القصيد (اسم الجزء: 7)
وَأسْتَجِيْرُ مِنْ لُؤمِ غَلْبَتِهَا وَسُوءِ مَلَكَتِهَا بحُسْنِ مَلَكَتِكَ وَكَرَمِ قُدْرَتكَ فَإنَّهَا تُؤَخِّرُني إِذَا قَدَمَتْ وَتَحْرِمُنِي إِذَا قَسَمَتْ فَإنْ أعْطَتْ أَعْطَتْ يَسِيْرًا وَإِنْ ارْتَجَعَتِ ارْتَجَعَتْ كَثِيْرًا وَلَمْ أَشْكُهَا إِلَى أحَدٍ قَبْلَكَ وَلَا أعْدَدْتُ لِلإنْصَافِ مِنْهَا إِلَّا فَضْلَكَ ولي مَعَ ذِمَامِ المَسْألَةِ وَحُرْمَةَ التَّأهِيْلِ قَدَمُ صِدْقٍ فِي طَاعَتِكَ وَسَالِفِ تَبْرِيْزٍ فِي مُنَاصَحَتِكَ وَالَّذِي يَمْلأُ مِنَ النَّصفةِ يَدَيَّ وَيُفْرِغُ الحَقَّ عَلَيَّ حَتَّى تَكُونُ إلَيَّ مُحْسِنًا وَأكُونُ لِلأيَّامِ بِكَ مُقْرِنًا أنْ تَخْلِطَنِي بِخَاصِّ خَدَمِكَ الَّذِيْنَ نَقَلْتَهُمُ مِنَ الخُمُولِ إِلَى العِزِّ وَمِنَ الفَرَاغِ إلى الشُّغْلِ فَإنْ رَأيْتَ أنْ تُعْدِيْنِي فَقَدْ اسْتَعْدَيْتُ إلَيْكَ وَرَجَوْتُ صَالِحَ مَا لَدَيْكَ وَتُوَسِّعَ لِي كَنَفَكَ فَقَدْ آوَيْتُ إلَيْهِ وَتَمْنَحَنِي فَضْلَكَ فَقَدْ عَوَّلْتُ عَلَيْهِ وَتَسْتَعْمِلَ يَدِي وَلِسَانِي فِيمَا يَصْلُحَانِ لَهُ مِنْ خُدْمَتِكَ فَقَدْ دَرَسْتُ كُتُبَ أسْلَافِكَ وَهُمُ الأَئِمَّةُ وَاسْتَضَأتُ نَارَهُم وَاقْتَفَرْتُ آثَارَهُم اقْتِفَارًا جَعَلَنِي بَيْنَ وَحْشِيّ الكَلَامِ وَأُنْسِيّه وَوَضَعْنِي مِنْهُ عَلَى جَادَةٍ مُتَوَسِّطَةٍ يَرجِعُ إلَيْهَا الغَالِي وَيَلْحَقُ بِهَا المُقَصِّرُ التَّالِي فَعَلَتْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
قَالَ الصَّابِئُ فَتَقَدَّمَ لَهُ بِدِيْوَانِ الرَّسَائِلِ. مَنْقُولٌ مِنْ خَطِّ الصَّابِئ.
الحَسَنُ بن زيَادٍ الرُّصافِي: [من الطويل]
9104 - شَكَوتُ فَقالتْ كُلُّ هَذَا تَبَرُّمًا ... بحُبّي أرَاحَ اللَهُ قَلبَكَ مِنْ حُبّي
بَعْدَهُ: [من الطويل]
فَلَمَّا كَتَمْتُ الحُبَّ قَالَتْ لشدّمَا ... صبَرْتَ وَمَا هَذَا بِفِعْلِ شَجَى القَلْبِ
وَأدْنُو فَتُقْصِيْنِي وَأبْعَدُ طَالِبًا ... رِضَاهَا فَتَعْتَدّ التَّبَاعُدَ مِنْ ذَنْبِي
فَشَكْوَايَ تُؤْذِيْهَا وَصَبْرِي يَسُوؤُها ... وَتَجْزَعُ مِنْ بُعْدِي وتَنْفِرُ من قُرْبِي
فَيَا قَوْمُ هَلْ مِنْ حِيْلَةٍ تَعْرِفُونَهَا ... أشِيْرُوا بِهَا وَاسْتَكْمِلُوا الأجْرَ مِنْ رَبِّي
قَالَ بَعْضهُم: مَا لِهَذَا دَوَاءٌ إِلَّا الدَّنَانِيْر الحُمر.
[من البسيط]
9105 - شَكَوْتُ مَا بي إِلَى هِنْدٍ فَمَا اكْتَرثتُ ... يَا قلبَهَا أَحدِيُدٌ أَنتَ أَم حَجَرُ
¬__________
9104 - الأبيات في خريدة القصر: 2/ 805 منسوبة إلى عبد الحليم بن عبد الواحد.
9105 - البيت في أحسن ما سمعت: 1/ 62 منسوبا إلى المؤمل.
الصفحة 36