كتاب الدر الفريد وبيت القصيد (اسم الجزء: 7)

جَهِيْرٌ وَمُمْتَدُّ العنَانِ مُناقِلٌ ... بَصِيْرٌ بِعَوْراتِ الكَلَامِ خَبيْرُ
لَوَ أنَّ الصُّخُوْرَ الصُّمَّ يَسْمَعْنَ صِلْفَنا ... لَرُحْنَ وَفِي أعْراضهِنَّ فطَورُ
وَقَوْلُ آخَرَ (¬1): [من الطويل]
فَجِئْتُ وَوَهْبٌ كالخَلَاةِ يَضُمَّهَا ... إِلَى الشَّدْقِ أنْيابٌ لَهُنَّ صَرِيفُ
فَقَعْقَعْتُ لَحْيَىْ خَصْمِهِ واهْتَضَمْتُهُ ... بِحُجَّةِ خَصْمٍ لِلْخُصُومِ عَنِيْفُ
وَمِنْ بابِ (فجع) قَوْلُ السَّرِيُّ الرَّفاء يَرْثِي بَنِي فَهْدٍ يَقُولُ (¬2):
أسمِعْتُمَا أَنَّ الجبالَ تُضَامُ ... أعَلِمْتُما مَنْ غَالَتِ الأَيَّامُ
فَجعٌ تَطِيْرُ لَهُ عَلَى أحْشائِنا ... شُعَلٌ وَتَسْقُطُ في القُلُوبِ سِهَامُ
عَطْنٌ أخَلَّ بِهِ الوُفُودُ فَأوْحَشَتْ ... مِنْهُ الرِّحابُ الفِيْحُ والآطَامُ
أقْوَى وَفِيْهِ مِنَ العَدِيدِ بَدائِعٌ ... وَخَلا وَفِيْهِ مِنَ الأنِيْسِ زِحَامُ
أيْنَ الأُولَى شَرِبَ الحِمَامُ نُفُوسَهُمْ ... وَهُمُ حَياةٌ غَضَّةٌ وَحِمَامُ
نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ الزَّمانِ وَأمْرِه ... وَهُمُ الخُصومُ اللُّدُّ والحُكّامُ
نِعَمٌ كَأَنَّ الدَّهْرَ أقَسَمَ جاهِدًا ... أنْ لا تَدُوْمَ فَبَرَّتِ الأَقْسَامُ
وَلَقَدْ شَجَانِي أَنْ تَقَوَّضَ مَجْلِسٌ ... فِيْهِ الحِجَى والعِلْمُ والإحْكَامُ
طُوِيَتْ حَدائِقُهُ وَهُنَّ نَواضرٌ ... وَخَبَتْ بَوارِقُهُ وَهُنَّ ضِرَامُ
سارُوا بِهِ مَرْضَى القُلُوبِ كَأَنَّمَا ... قِدْسٌ عَلَى أيْدِيْهُمُ وَشَمَامُ
عَبَقَ البُرُوْدِ يَزِيْنُ مَشْهَدَهُ التُّقَى ... وَتَحِيْدُ عَنْ خَلَواتِهِ الآثامُ
أضْحَى ضَجِيْعَ مُسَنِّدِيْنَ كَأَنَّمَا ... صَرَعَتْهُمُ نُخَبُ الكُؤُوْسِ فَنامُوا
هَضَباتُ حِلْمٍ سِخْنَ وَهِيَ شَواهِقٌ ... وَمِياهُ عِلْمٍ غِضْنَ وَهِيَ جَمامُ

أَبُو فراسٍ: [من الخفيف]
10756 - فَجَمِيلُ العَدُوَ غَيرُ جَمِيلٍ ... وَقَبيحُ الصَّدِيقِ غَيرُ قَبِيحِ
¬__________
(¬1) البيتان في البيان التبيين 1/ 125.
(¬2) القصيدة في ديوان السري الرفاء: 438.
10756 - البيت في ديوان أبي فراس (صادر): 70.

الصفحة 475