كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 7)

٢٠٣٣٤ - عن الحسن البصري -من طريق حميد- في قوله: {من يعمل سوءا يجز به}، قال: الكافر. ثم قرأ:» وهَلْ يُجازى إلّا الكَفُورُ «[سبأ: ١٧] (¬١). (٥/ ٥٤)

٢٠٣٣٥ - عن الحسن البصري -من طريق عاصم- في قوله: {من يعمل سوءا يجز به}، قال: إنّما ذاك لِمَن أراد اللهُ هوانَه، فأمّا مَن أراد الله كرامته فإنه يتجاوز عن سيئاته في أصحاب الجنة، وعد الصدق الذي كانوا يوعدون (¬٢). (٥/ ٤٤)

٢٠٣٣٦ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {من يعمل سوءا يجز به}، قال: وعد الله المؤمنين أن يُكَفِّر عنهم سيئاتهم، ولم يَعِد أولئك، يعني: المشركين (¬٣) [١٨٦٣]. (ز)


{يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (١٢٣)}

نزول الآية، وتفسيرها:
٢٠٣٣٧ - عن أبي بكر الصديق، قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت هذه الآية: {من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا}. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
---------------
[١٨٦٣] اختُلِف في تفسير قوله: {من يعمل سوءا يجز به} على ثلاثة أقوال: الأول: عنى بالسوء كل معصية لله. والثاني: المراد: من يعمل سوءًا من أهل الكفر يجز به. والثالث: معنى السوء في هذا الموضع: الشرك.
ورجَّح ابنُ جرير (٧/ ٥١٩ - ٥٢٠ بتصرف) القول الأول مستندًا إلى السُّنَّة، ودلالة العموم، فقال: «لعموم الآية كُلَّ عاملِ سوءٍ، من غير أن يخص أو يستثنى منهم أحد، فهي على عمومها؛ إذ لم يكن في الآية دلالة على خصوصها، ولا قامت حُجَّة بذلك من خبرٍ عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -. وبنحو الذي قلنا في ذلك تظاهرت الأخبار عن سول الله - صلى الله عليه وسلم -». وساق أثر أبي بكر وما في معناه -مما سيأتي-.
وبنحوه قال ابنُ كثير (٤/ ٢٩١).
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ٧/ ٥١٧، وابن أبي حاتم ٤/ ١٠٧٢.
وهي قراءة العشرة ما عدا حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، ويعقوب، وحفص عن عاصم؛ فإنهم قرؤوا {وهَلْ نُجازِي إلّا الكَفُورَ} بالنون وكسر الزاي وفتح الراء. انظر: النشر ٢/ ٣٥٠.
(¬٢) أخرجه سعيد بن منصور (٦٩٨ - تفسير)، وابن أبي شيبة ١٤/ ٤٢، وهناد (٤٣٠)، والبيهقي (٩٨١٢). وعزاه السيوطي إلى الحكيم الترمذي.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ٧/ ٥١٧.

الصفحة 114