«يا أبا بكر، ألا أُقْرِئُك آيةً نزلت علي!». قلتُ: بلى، يا رسول الله. فأَقْرَأَنِيها، فلا أعلمُ إلا أني وجدت انقصامًا في ظهري حتى تَمَطَّأْتُ لها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما لَك، يا أبا بكر؟». قلت: بأبي وأمي يا رسول الله، وأيُّنا لم يعمل السوء؟! وإنّا لَمَجْزِيُّون بكل سوء عملناه؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أما أنت وأصحابُك يا أبا بكر المؤمنون فتُجْزَون بذلك في الدنيا، حتى تلقوا اللهَ ليس لكم ذنوب، وأما الآخرون فيجمع لهم ذلك حتى يجزون به يوم القيامة» (¬١). (٥/ ٣٨)
٢٠٣٣٨ - عن أبي بكر الصديق أنّه قال: يا رسول الله، كيف الصلاح بعد هذه الآية: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به}؟! فكلُّ سوءٍ جُزِينا به؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «غفر الله لك، يا أبا بكر، ألست تمرض؟ ألست تَنصَب؟ ألست تحزن؟ ألست تُصيبك اللَّأْواء؟». قال: بلى. قال: «فهو ما تُجْزَون به» (¬٢) [١٨٦٤]. (٥/ ٣٧)
٢٠٣٣٩ - قال أبو بكر: يا رسول الله، ما أشدَّ هذه الآية: {من يعمل سوءا يجز به}! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المصائب والأمراض والأحزان في الدنيا جزاء» (¬٣). (٥/ ٣٩)
---------------
[١٨٦٤] علَّق ابنُ كثير (٤/ ٢٨٢) على هذا الحديث بقوله: «ورواه سعيد بن منصور، عن خلف بن خليفة، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. ورواه ابن حبان في صحيحه، عن أبي يعلى، عن أبي خيثمة، عن يحيى بن سعيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. ورواه الحاكم من طريق سفيان الثوري، عن إسماعيل، به».
_________
(¬١) أخرجه الترمذي ٥/ ٢٨٣ - ٢٨٤ (٣٢٨٨)، وابن أبي حاتم ٤/ ١٠٧١ (٥٩٩٤). وأورده الثعلبي ٣/ ٣٩٠.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب، وفي إسناده مقال، موسى بن عبيدة يضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد، وأحمد بن حنبل، ومولى ابن سباع مجهول». وقال ابن كثير ٤/ ٢٨٥: «وهكذا رواه الترمذي عن يحيى بن موسى، وعبد بن حميد، عن روح بن عبادة، به. ثم قال: وموسى بن عبيدة يضعف، ومولى ابن سباع مجهول». وقال الألباني في الضعيفة ٣/ ٦٨٦: «الحديث ضعيف».
(¬٢) أخرجه أحمد ١/ ٢٢٩ - ٢٣٠ (٦٨)، وابن حبان ٧/ ١٧٠ (٢٩١٠)، والحاكم ٣/ ٧٨ (٤٤٥٠)، وسعيد بن منصور في تفسيره ٤/ ١٣٩١ (٦٩٧)، وعبد الرزاق ١/ ٤٧٨ (٦٤٣)، وابن جرير ٧/ ٥٢١ - ٥٢٢، وابن أبي حاتم ٤/ ١٠٧١ (٥٩٩٢). وأورده الثعلبي ٣/ ٣٩٠.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال الذهبي في التلخيص: «صحيح». وقال العراقي في تخريج الإحياء ص ١٤٧٧: «من رواية مَن لم يُسَمَّ عن أبي بكر». وقال ابن حجر في الأمالي ص ٧٨: «هذا حديث حسن». وقال الألباني في الضعيفة ٦/ ٤٧٣: «إسناد ضعيف».
(¬٣) أخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير ٢/ ٤١٩ - ، وأبو نعيم في الحلية ٨/ ١١٩ من طريق محمد بن عبد بن عامر، حدثنا يحيى بن يحيى النيسابوري، حدثنا الفضيل بن عياض، عن سليمان بن مهران الكاهلي، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق بن الأجدع، عن أبي بكر به.
قال الألباني في الضعيفة ٦/ ٤٧٥: «ورجاله ثقات، رجال الشيخين، غير محمد بن عبد بن عامر هذا، وهو السمرقندي، قال الذهبي: معروف بوضع الحديث».