كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 7)

متوجِّهًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فمات في الطريق. قال: ويقال: نزلت فيه هذه الآية: {ومن يخرج من بيته مهاجرًا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت} الآية (¬١). (٩/ ١٠٢)

١٩٩٠٥ - عن مقاتل بن سليمان: [أنّه لَمّا نزلت: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} الآية]؛ بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الآية إلى مسلمي مكة، فقال جُندُب بن حمزة الليثي ثم الجُندَعِيّ لبنيه: احملوني؛ فإنِّي لست من المستضعفين، وإنِّي لَهادٍ بالطريق، ولو مِتُّ لَنزلت فِيَّ الآية. وكان شيخًا كبيرًا، فحمله بنوه على سريره متوجهًا إلى المدينة، فمات بالتنعيم، فبلغ أصحابَ النبي - صلى الله عليه وسلم - موتُه، فقالوا: لو لَحِق بنا لأتمَّ اللهُ أجرَه. فأراد الله - عز وجل - أن يعلمهم أنه لا يخيب من التَمَسَ رِضاه؛ فأنزل الله - عز وجل -: {ومن يهاجر في سبيل الله} (¬٢). (ز)

١٩٩٠٦ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: هاجر رجل من بني كنانة يريد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فمات في الطريق، فسخر به قومٌ، واستهزؤوا به، وقالوا: لا هو بلغ الذي يريد، ولا هو أقام في أهله يقومون عليه، ويُدْفَن. فنزل القرآن: {ومن يخرج من بيته} الآية (¬٣). (٤/ ٦٤٩)

آثار متعلقة بالآية:
١٩٩٠٧ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن خرج حاجًّا فمات كُتِب له أجرُ الحاجِّ إلى يوم القيامة، ومَن خرج معتمرًا فمات كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة، ومَن خرج غازيًا في سبيل الله كُتِب له أجر الغازي إلى يوم القيامة» (¬٤). (٤/ ٦٥١)
---------------
(¬١) أخرجه الأموي -كما في الإصابة ١/ ٢١٠ - مرسلًا. وعزاه السيوطي إليه في المغازي.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٤٠٢.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ٧/ ٣٩٨.
(¬٤) أخرجه أبو يعلى ١١/ ٢٣٨ (٦٣٥٧)، والطبراني في الأوسط ٥/ ٢٨٢ (٥٣٢١) من طريق أبي معاوية، عن محمد بن إسحاق، عن جميل بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة به.
قال الطبراني: «لم يروِ هذا الحديثَ عن عطاء بن يزيد الليثي إلا جميلُ بن أبي ميمونة، ولا عن جميل إلا محمد بن إسحاق، تفرد به أبو معاوية». وقال ابن كثير في تفسيره ٢/ ٣٩٣: «هذا حديث غريب من هذا الوجه». وقال الهيثمي في المجمع ٣/ ٢٠٨ - ٢٠٩ (٥٢٧٤): «فيه جميل بن أبي ميمونة، وقد ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات». وقال في ٥/ ٢٨٢ - ٢٨٣ (٩٤٥٦): «فيه ابن إسحاق، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٣/ ١٥٨ (٢٤٣٥): «سند ضعيف لتدليس محمد بن إسحاق». وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٢/ ١١١ (١٧١١): «رواه أبو يعلى من رواية محمد بن إسحاق، وبقية رواته ثقات». وقال الألباني في الضعيفة ٢/ ١٦٨ (٧٤٥): «ضعيف».

الصفحة 14