كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 7)

١٩٩٠٨ - عن عبد الله بن عتيك، قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَن خرج من بيته مجاهدًا في سبيل الله -وأين المجاهدون في سبيل الله؟! - فخَرَّ عن دابته فمات فقد وقع أجره على الله، أو لدغته دابة فمات فقد وقع أجره على الله، أو مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله» -يعني بـ «حتف أنفه»: على فراشه، واللهِ، إنها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -- «ومَن قُتِل قَعْصًا (¬١) فقد استوجب الجنة» (¬٢). (٤/ ٦٥٠)

١٩٩٠٩ - عن يزيد بن أبي حبيب -من طريق ابن لهيعة- أنّ أهل المدينة يقولون: مَن خرج فاصِلًا وجب سهمه. وتأولوا قوله تعالى: {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله}، يعني: مَن مات مِمَّن خرج إلى الغزو بعد انفصاله مِن منزله قبل أن يشهد الوقعة فله سهمه من المغنم (¬٣). (٤/ ٦٥٠)


{وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (١٠١)}
قراءات:
١٩٩١٠ - عن أُبي بن كعب -من طريق عبد الرحمن بن أبزى- أنّه كان يقرأ: (فاقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ أن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا). ولا يقرأ: {إن خفتم}، وهي في مصحف عثمان: {إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا} (¬٤) [١٨١٦]. (٤/ ٦٥٤)
---------------
[١٨١٦] وجَّه ابنُ جرير (٧/ ٤٠٩ بتصرف) المعنى على هذه القراءة، فقال: «تأويل قراءة أُبي هذه: وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة أن لا يفتنكم الذين كفروا. فحذفت» لا «لدلالة الكلام عليها، كما قال -جل ثناؤه-: {يبين الله لكم أن تضلوا} [النساء: ١٧٦]، بمعنى: أن لا تضلوا».
_________
(¬١) القعص: أن يُضرب الإنسان فيموت مكانه. النهاية (قعص).
(¬٢) أخرجه أحمد ٢٦/ ٣٤٠ - ٣٤١ (١٦٤١٤)، والحاكم ٢/ ٩٧ (٢٤٤٥) من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن محمد بن عبد الله بن عتيك، عن أبيه عبد الله بن عتيك به.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال الذهبي في التلخيص: «صحيح». وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام ٤/ ٣٥٥ (١٩٤٢): «محمد بن عبد الله بن عتيك لا تعرف له حال، ولا يعرف روى عنه غير محمد بن إبراهيم، وابن إسحاق قد تقدم القول فيه». وقال الهيثمي في المجمع ٥/ ٢٧٦ - ٢٧٧ (٩٤٢٦): «فيه محمد بن إسحاق مدلس، وبقية رجال أحمد ثقات».
(¬٣) أخرجه ابن جرير ٧/ ٤٠٣.
(¬٤) أخرجه ابن جرير ٧/ ٤٠٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
وهي قراءة شاذة. ينظر: البحر المحيط ٣/ ٣٥٣.

الصفحة 15