كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 7)

نزول الآية:
١٩٩١١ - عن علي بن أبي طالب -من طريق أبي أيوب- قال: سأل قوم من التُّجّار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا رسول الله، إنا نضرب في الأرض، فكيف نصلي؟ فأنزل الله: {وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة}. ثم انقطع الوحي، فلما كان بعد ذلك بحَوْل غزا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فصلّى الظهر، فقال المشركون: لقد أمكنكم محمد وأصحابه من ظهورهم، هلا شددتم عليهم! فقال قائل منهم: إنّ لهم أخرى مثلها في إثرها. فأنزل الله بين الصلاتين: {إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا (١٠١) وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك} إلى قوله: {إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا}. فنزلت صلاة الخوف (¬١). (٤/ ٦٥٣)

١٩٩١٢ - عن أبي أيوب الأنصاري أنّه قال: نزل قوله: {فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة} هذا القدر، ثم بعد حول سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة الخوف. فنزل: {إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا (١٠١) وإذا كنت فيهم} الآية (¬٢). (ز)

١٩٩١٣ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة}، قال: أنزلت يوم كان النبي - صلى الله عليه وسلم - بعُسْفان والمشركون بضَجَنان (¬٣)، فتوافقوا، فصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه صلاة الظهر أربعًا، ركوعهم وسجودهم وقيامهم معًا جمعًا، فهَمَّ بهم المشركون أن يُغِيروا على أمتعتهم وأثقالهم؛ فأنزل الله: {فلتقم طائفة منهم معك}. فصلى العصر، فصف أصحابه
---------------
(¬١) أخرجه ابن جرير ٧/ ٤٠٧.
قال ابن كثير في تفسيره ٤/ ٢٥١: «وهذا سياق غريب جِدًّا، ولكن لبعضه شاهد من رواية أبي عياش الزرقي».
(¬٢) تفسير البغوي ٢/ ٢٧٦.
(¬٣) ضَجَنان: جبل بناحية مكة على طريق المدينة. الروض المعطار ١/ ٣٧٦.

الصفحة 16