كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 7)

١٩٩٥٤ - عن أبي هريرة: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل بين ضَجَنان وعُسْفان، فقال المشركون: إن لهؤلاء صلاة هي أحبُّ إليهم من آبائهم وأبنائهم، وهي العصر، فأجمعوا أمركم، فميلوا عليهم مَيْلَةً واحدة. وأنّ جبريل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمره أن يقسم أصحابه شطرين، فيصلي بهم، وتقوم طائفة أخرى وراءهم، وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم، ثم يأتي الآخرون، ويصلون معه ركعة واحدة، ثم يأخذ هؤلاء حذرهم وأسلحتهم، فيكون لهم ركعة ركعة، ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتان (¬١). (٤/ ٦٦٠)

١٩٩٥٥ - عن عبد الله بن عباس، قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاة له، فلقي المشركين بعُسْفان، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر فرأوه يركع ويسجد هو وأصحابه قال بعضهم لبعض: لو حملتم عليهم ما علموا بكم حتى تواقعوهم. فقال قائل منهم: إنّ لهم صلاة أخرى هي أحبُّ إليهم من أهليهم وأموالهم، فاصبروا حتى تحضر، فنحمل عليهم حملة. فأنزل الله: {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة} إلى آخر الآية، وأَعْلَمَه بما ائتمر به المشركون، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العصرَ، وكانوا
---------------
(¬١) أخرجه أحمد ١٦/ ٤٤٤ (١٠٧٦٥)، والترمذي ٥/ ٢٧٦ - ٢٧٧ (٣٢٨٤)، والنسائي ٣/ ١٧٤ (١٥٤٤)، وابن حبان ٧/ ١٢٣ - ١٢٤ (٢٨٧٢)، وابن جرير ٧/ ٤٢٠ - ٤٢١ من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن سعيد بن عبيد الهنائي، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة به.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب». وقال البزار في مسنده ١٦/ ٢٥٨ (٩٤٤١): «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة? إلا سعيد بن عبيد، ولا عن سعيد إلا عبد الصمد». وقال ابن كثير في البداية والنهاية ٥/ ٥٥٧: «إن كان أبو هريرة شهد هذا فهو بعد خيبر، وإلا فهو من مرسلات الصحابي، ولا يضر ذلك عند الجمهور».

الصفحة 27