كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 7)

مني الآن؟!». قال: لا أحد. قال: «تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله وأعطيك سيفك؟». قال: لا، ولكن أشهد أن لا أقاتلك أبدًا، ولا أُعِين عليك عدوًّا. فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيفه، فقال غورث: واللهِ، لأنت خير مني. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أجل، أنا أحقُّ بذلك منك». فرجع غورث إلى أصحابه، فقالوا: ويلك، ما منعك منه؟ قال: لقد أهويت إليه بالسيف لأضربه، فواللهِ، ما أدري مَن زَلَّخَني بين كَتِفَيَّ؛ فخررت لوجهي. وذكر حاله. قال: وسكن الوادي، فقطع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوادي إلى أصحابه، فأخبرهم الخبر، وقرأ عليهم هذه الآية: {ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم} (¬١). (ز)

١٩٩٥٧ - عن يزيد الفقير، قال: سألتُ جابر بن عبد الله عن الركعتين في السفر، أقصرهما؟ قال: الركعتان في السفر تمام، إنّما القصر واحدة عند القتال. بينا نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قتال إذ أقيمت الصلاة، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصفَّت طائفة، وطائفة وجوهها قِبَل العدو، فصلى بهم ركعة، وسجد بهم سجدتين، ثم الذين خَلَفُوا انطلقوا إلى أولئك فقاموا مقامهم، وجاء أولئك فقاموا خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلّى بهم ركعة، وسجد بهم سجدتين، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلس، فسلَّم، وسلم الذين خلفه، وسلم أولئك، فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين، وللقوم ركعة. ثم قرأ: {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة} (¬٢). (٤/ ٦٦١)

١٩٩٥٨ - عن سليمان اليشكري: أنّه سأل جابر بن عبد الله عن إقصار الصلاة، أي يوم أنزل؟ فقال جابر: انطلقنا نتلقى عير قريش آتية من الشام، حتى إذا كنا بِنَخْل (¬٣)
---------------
(¬١) أورده الثعلبي ٣/ ٣٧٨ - ٣٧٩، والبغوي في تفسيره ٢/ ٢٨٠ - ٢٨١ من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس به.
وإسناده ضعيف جِدًّا. وينظر: مقدمة الموسوعة.
(¬٢) أخرجه الطيالسي في مسنده ٣/ ٣٣٦ (١٨٩٨)، وابن خزيمة ٢/ ٣٠٤ (١٣٦٤)، وابن عساكر في تاريخه ٦٥/ ٢٥٤ - ٢٥٥ (٨٢٩٣)، وابن أبي حاتم ٤/ ١٠٥٣ (٥٨٩٨) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن يزيد الفقير، عن جابر بن عبد الله به.
صححه ابن خزيمة. وفي سنده عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب (٣٩١٩): «صدوق اختلط قبل موته، وضابطه: أنّ مَن سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط». وهذا الحديث رواه عنه أبو داود الطيالسي ويزيد بن زريع، وكلاهما بصريان.
(¬٣) نخل: منزل من منازل بني ثعلبة، من المدينة على مرحلتين. معجم البلدان ٥/ ٢٧٦.

الصفحة 29