كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 7)

فإذا سجدت الطائفةُ التي قامت معك في صلاتك تصلي بصلاتك، ففرغت من سجودها؛ {فليكونوا من ورائكم} يقول: فليصيروا بعد فراغهم من سجودهم خلفكم مُصافِّي (¬١) العدو، في المكان الذي فيه سائر الطوائف التي لم تُصَلِّ معك ولم تدخل معك في صلاتك (¬٢). (٤/ ٦٧٢)

١٩٩٦٥ - قال مقاتل بن سليمان: {وإذا كنت فيهم} يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم -، {فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك}، وليأخذوا حذرهم من عدوهم، {وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون} يعني: تذرون {عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون} يعني: فيحملون {عليكم} جميعًا {ميلة واحدة} يعني: حملة واحدة، يعني: كرجل واحد عند غفلتكم (¬٣). (ز)

من أحكام الآية:
١٩٩٦٦ - عن عبد الله بن مسعود، قال: صلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف، فقاموا صفَّيْن؛ صف خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصف مستقبل العدو، فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعة، وجاء الآخرون فقاموا مقامهم، واستقبلوا هؤلاء العدو، فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعة، ثم سلم، فقام هؤلاء إلى مقام هؤلاء، فصلوا لأنفسهم ركعة، ثم سلموا (¬٤). (٤/ ٦٦٦)

١٩٩٦٧ - عن ثعلبة بن زهدم، قال: كُنّا مع سعيد بن العاص بطَبَرِسْتان، فقال: أيُّكم صلّى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا. فقام حذيفة، فصفَّ الناسُ خلفه، وصفًّا موازي العدو، فصلى بالذين خلفه ركعة، ثم انصرف هؤلاء مكان هؤلاء، وجاء أولئك فصلى بهم ركعة، ولم يقضوا (¬٥). (٤/ ٦٦٣)
---------------
(¬١) مصافي: مقابلي. النهاية (صفف).
(¬٢) أخرجه ابن جرير ٧/ ٤٢٤ - ٤٢٥.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٤٠٣.
(¬٤) أخرجه أحمد ٦/ ٢٦ (٣٥٦١)، وأبو داود ٢/ ٤٣١ (١٢٤٤)، وابن جرير ٧/ ٤٣٢ - ٤٣٣ من طريق خُصَيْف، عن أبي عبيدة، عن عبد الله به.
قال ابن رجب في فتح الباري ٨/ ٣٥٠: «خصيف مختلف في أمره، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، لكن رواياته عنه أخذها عن أهل بيته، فهي صحيحة عندهم». وقال الألباني في الإرواء ٣/ ٤٩: «سند ضعيف منقطع».
(¬٥) أخرجه أحمد ٣٨/ ٣٠٢ (٢٣٢٦٨)، ٣٨/ ٤٠١ (٢٣٣٨٩) وأبو داود ٢/ ٤٣٢ (١٢٤٦)، والنسائي ٣/ ١٦٧ - ١٦٨ (١٥٢٩، ١٥٣٠)، وابن خزيمة ٢/ ٤٨١ - ٤٨٢ (١٣٤٣)، وابن حبان ٤/ ٣٠٢ (١٤٥٢)، والحاكم ١/ ٤٨٥ (١٢٤٥)، وابن جرير ٧/ ٤١٧ من طريق سفيان، عن أشعث بن سليم، عن الأسود بن هلال، عن ثعلبة بن زهدم، عن حذيفة به.
صحَّحه ابن خزيمة، وابن حبان، وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال الألباني في الإرواء ٣/ ٤٤: «إسناده صحيح». وكذا في صحيح أبي داود ٤/ ٤٠٩ (١١٣٣).

الصفحة 32