كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 7)

يكسب خطيئة} الآية، يعني: السارق، والذين جادلوا عن السارق (¬١). (٤/ ٦٨٣)

٢٠٠٦٣ - عن محمود بن لبيد، قال: عدا بشير بن الحارث على عِلِّيَّةِ (¬٢) رفاعة بن زيد عمِّ قتادة بن النعمان الظَّفَرِيِّ، فنَقبها من ظهرها، وأخذ طعامًا له، ودرعين بأداتهما، فأتى قتادةُ بن النعمان النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره بذلك، فدعا بشيرًا، فسأله، فأنكر، ورمى بذلك لبيد بن سهل؛ رجلًا من أهل الدار ذا حَسَب ونَسَب؛ فنزل القرآن بتكذيب بشير وبراءة لبيد بن سهل قوله: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله} إلى قوله: {ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما} يعني: بشير بن أبيرق، {ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا} يعني: لبيد بن سهل، حين رماه بنو أبيرق بالسرقة. فلما نزل القرآن في بشير، وعثر عليه، هرب إلى مكة مرتدًا، كافر، فنزل على سلافة بنت سعد بن الشهيد، فجعل يقع في النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي المسلمين؛ فنزل القرآن فيه، وهجاه حسان بن ثابت، حتى رجع، وكان ذلك في شهر ربيع سنة أربع من الهجرة (¬٣). (٤/ ٦٨٠)

٢٠٠٦٤ - عن محمود بن لبيد، قال: كان أُسَيْرُ بن عروة رجلًا مِنطِيقًا ظريفًا بليغًا حلوًا، فسمع بما قال قتادة بن النعمان في بني أُبَيْرِق للنبي - صلى الله عليه وسلم - حين اتهمهم بنقب عِلِّيَّةِ عمه وأخذ طعامه والدرعين، فأتى أسيرٌ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جماعة جمعهم من قومه، فقال: إنّ قتادة وعمه عمدوا إلى أهل بيت منا أهل حسب ونسب وصلاح، يُؤَبِّنُونَهم (¬٤) بالقبيح، ويقولون لهم ما لا ينبغي، بغير ثَبَتٍ ولا بينة. فوضع لهم عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شاء، ثم انصرف، فأقبل قتادة بعد ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليكلمه، فَجَبَهَه (¬٥) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبهًا شديدًا منكرًا، وقال: «بئسما صنعت، وبئسما مشيت فيه». فقام قتادة وهو يقول: لوددت أنِّي خرجت من أهلي ومالي وأني لم أكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شيء من أمرهم، وما أنا بعائد في شيء من ذلك. فأنزل الله على نبيه في شأنهم: {إنا أنزلنا إليك الكتاب} إلى قوله: {ولا تجادل عن الذين يختانون
---------------
(¬١) أخرجه ابن جرير ٧/ ٤٦٣ - ٤٦٤، وابن أبي حاتم ٤/ ١٠٥٩ - ١٠٦٣.
(¬٢) العِلِّيّة: الغرفة. اللسان (علو).
(¬٣) عزاه السيوطي إلى ابن سعد.
(¬٤) أبّن الرجل: عابه في وجهه وعيّره. اللسان (أبن).
(¬٥) جبهه: ردّه عن حاجته. اللسان (جبه).

الصفحة 56