كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 7)

أنفسهم} يعني: أسير بن عروة وأصحابه، {إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما} (¬١). (٤/ ٦٨١)

٢٠٠٦٥ - عن الضحاك بن مزاحم، قال: نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار اسْتُودِع درعًا، فجحد صاحبها، فلحق به رجالٌ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فغضب له قومه، وأَتَوْا نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: خوَّنوا صاحبَنا وهو أمين مسلم، فأعذره، يا نبي الله، وازجر عنه. فقام النبي - صلى الله عليه وسلم -، فعذره، وكذَّب عنه، وهو يرى أنّه بريء، وأنّه مكذوب عليه؛ فأنزل الله بيان ذلك، فقال: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله} إلى قوله: {أم من يكون عليهم وكيلا} فبَيَّن خيانته، فلحق بالمشركين من أهل مكة، وارتد عن الإسلام؛ فنزل فيه: {ومن يشاقق الرسول} إلى قوله: {وساءت مصيرا} (¬٢). (٤/ ٦٨٧)

٢٠٠٦٦ - عن عكرمة مولى ابن عباس، قال: اسْتَوْدَع رجلٌ من الأنصار طُعْمَة بن أُبَيْرِق مَشْرُبة له فيها درع، فغاب، فلمّا قَدِم الأنصاريُّ فتح مَشْرُبَته، فلم يجد الدرع، فسأل عنها طعمة بن أبيرق، فرمى بها رجلًا من اليهود يُقال له: زيد بن السمين، فتعلق صاحب الدِّرع بطعمة في درعه، فلما رأى ذلك قومُه أتَوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكلَّموه لِيَدْرَأ عنه، فهَمَّ بذلك؛ فأنزل الله: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس} إلى قوله: {ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم} يعني: طعمة بن أبيرق وقومه، {ها أنتم هؤلاء جادلتم} إلى قوله: {يكون عليهم وكيلا} محمد - صلى الله عليه وسلم - وقوم طعمة، {ثم يرم به بريئا} يعني: زيد بن السمين {فقد احتمل بهتانا} طعمة بن أبيرق، {ولولا فضل الله عليك ورحمته} لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، {لهمت طائفة} قوم طعمة، {لا خير في كثير} الآية، للناس عامة، {ومن يشاقق الرسول}. قال: لَمّا أنزل القرآن في طعمة بن أبيرق لحق بقريش، ورجع في دينه، ثم عدا على مشربة للحجاج بن عِلاطٍ البَهْزِيِّ، فنقبها، فسقط عليه حجر، فَلَحِجَ (¬٣)، فلما أصبح أخرجوه من مكة، فخرج، فلقي رَكْبًا مِن قُضاعَة، فعرض لهم، فقال: ابن سبيل منقطع به. فحملوه، حتى إذا جَنَّ عليه الليل عدا عليهم، فسرقهم، ثم انطلق، فرجعوا في طلبه، فأدركوه، فقذفوه بالحجارة حتى
---------------
(¬١) عزاه السيوطي إلى ابن سعد من وجه آخر.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ٧/ ٤٦٩ - ٤٧٠.
(¬٣) لحج بالمكان: دخل فيه ولزمه. النهاية (لحج).

الصفحة 57