كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 7)

أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ} [الحشر: ١١]، حين كتبوا إليهم (¬١). (ز)


{وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (٥٨)}
٢٢٩١١ - عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- في قوله: {وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا} قال: وإذا ناديتُم إلى الصلاة بالأذان والإقامة اتَّخَذوها هزوًا ولعبًا، {ذلك بأنهم قوم لا يعقلون} أمر الله. قال: كان منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نادى بالصلاة فقامَ المسلمونَ إلى الصلاة، قالتِ اليهود والنصارى: قد قاموا، لا قاموا. فإذا رأَوْهم رُكَّعًا وسجَّدًا استهزءوا بهم، وضحِكوا منهم. قال: فكان رجل من اليهود تاجِرٌ إذا سمِع المنادي ينادي بالأذان قال: أحرَقَ اللهُ الكاذب. قال: فبينما هو كذلك إذ دخلتْ جاريتْه بشُعْلَة من نار، فطارت شرارةٌ منها في البيت، فالتهَبَتْ في البيت، فأحرَقَته (¬٢). (٥/ ٣٦٤)

٢٢٩١٢ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: {وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا}، قال: كان رجل من النصارى بالمدينة إذا سمِع المناديَ ينادي: أشهدُ أنّ محمدًا رسول الله. قال: حُرِّق الكاذب. فدَخَلَ خادمُه ذاتَ ليلةٍ من الليالي بنار، وهو نائم وأهله نيام، فسقَطتْ شرارةٌ، فأحرَقَت البيتَ، واحترَق هو وأهله (¬٣). (٥/ ٣٦٤)

٢٢٩١٣ - قال محمد بن السائب الكلبي: كان إذا نادى منادي رسول الله للصلاة قالت اليهود والمشركون: قد قاموا، لا قاموا. وإذا ركعوا وسجدوا استهزءوا بهم، وضحكوا (¬٤) [٢١٢١]. (ز)
---------------
[٢١٢١] ذكر ابنُ عطية (٣/ ٢٠١) بعض صور كيفية استهزاء اليهود بالصلاة، كما في قول الكلبي، وقول ابن عباس قبله، ثم علَّق على مجموعها بقوله: «وكل ما ذُكِرَ من ذلك فهو مثالٌ».
_________
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٤٨٧.
(¬٢) أخرجه البيهقي في الدلائل ٦/ ٢٧٥.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ٨/ ٥٣٦، وابن أبي حاتم ٤/ ١١٦٤ (٦٥٥٧). وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(¬٤) ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/ ٣٤ - ٣٥ - .

الصفحة 663