كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 7)

٢٢٩١٤ - قال مقاتل بن سليمان: {وإذا نادَيْتُمْ إلى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُوًا ولَعِبًا}، يعنى: استهزاء وباطلًا، وذلك أنّ اليهود كانوا إذا سمعوا الأذان ورأوا المسلمين قاموا إلى صلاتهم يقولون: قد قاموا، لا قاموا. وإذا رأوهم ركعوا قالوا: لا ركعوا. وإذا رأوهم سجدوا ضحكوا، وقالوا: لا سجدوا. واستهزءوا، يقول الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ}. يقول: لو عَقِلوا ما قالوا (¬١). (ز)

آثار متعلقة بالآية:
٢٢٩١٥ - عن عبيد بن عُمير، قال: ائتمَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه كيف يجعلون شيئًا إذا أرادُوا جمْعَ الصَّلاة اجتمعوا لها به، فائتمرُوا بالنّاقوس، فبينا عمر ابن الخطاب يريد أن يشتري خشبتين للناقوس إذ رأى في المنام: ألّا تجعلوا النّاقوس، بل أذِّنوا بالصَّلاة. فذهَبَ عمر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليخبرَه بالذي رأى، وقد جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - الوحيُ بذلك، فما راعَ عمرَ إلا بلالٌ يُؤَذِّنُ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «قد سبقَكَ بذلك الوحي». حينَ أخبرَه بذلك عمر (¬٢). (٥/ ٣٦٥)

٢٢٩١٦ - عن محمد ابن شهاب الزهري -من طريق عقيل بن خالد- قال: قد ذكَر اللهُ الأذان في كتابه، فقال: {وإذا ناديتم إلى الصلاة} (¬٣). (٥/ ٣٦٥)


{قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (٥٩)}
نزول الآية:
٢٢٩١٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - نفرٌ من يهود، فيهم أبو ياسر بن أخطب، ونافعُ بن أبي نافع، وعازَرُ بن عمرو، وزيد، وخالد، وإزارُ بن أبي إزار، وأَشْيَعُ، فسألوه عمَّن يؤمنُ به مِن الرُّسل. قال:
---------------
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٤٨٧.
(¬٢) أخرجه عبد الرزاق ١/ ٤٥٦ (١٧٧٥) مرسلًا.
(¬٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٤/ ١١٦٤ (٦٥٥٨).

الصفحة 664